أديب الظــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منوعات دردشات تحميل كلبيات وافلام متنوعه رياضه عربيه عالميه و سيارات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دنشواى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



دنشواى Empty
مُساهمةموضوع: دنشواى   دنشواى I_icon_minitimeالأربعاء 30 أبريل - 16:39:33


دنشواى 1004في يوم الأربعاء 13 يونيو من عام 1906 وصلت كتيبة الميجور كوفين –إحدى كتائب الجيش الإنجليزي- الى منوف قادمة من القاهرة، وكان الميجور كوفين قومندان الكتيبة قد اعتاد ان يمارس هواية صيد الطيور وكان قد علم من زملائه ان قرية دنشواي القريبة من منوف تزدحم بأسراب هائلة من الحمام ولما زار كوفين القرية أذهلته وفره أسراب الحمام بها، وفي صباح ذلك اليوم وجد كوفين نفسه قريبا من دنشواي
لذا فقد أغرى أربعة من ضباط كتيبة بأن يتوقفوا بالقرب منها لتستريح الدواب ويستريح الجنود بينما يتسلل هو وضباطه الأربعة (الكابتن بول – والملازمين بورثر وسميث والطبيب البيطري الملازم بوستك ) لصيد الحمام.
وفور وصولهم الى مشارف القرية اخذزا يختبرون بنادقهم بينما احتشد حولهم لفيف من أطفال القرية وصبيانها وسرعان ما انقسموا الى قسمين اختار اولاهما وكان يضم الميجور كوفين والكابتن بول والملازم سميث ان يصطادوا الحمام من بين اغصان الاشجار على جانبى الطريق الزراعي بينما ابتعد الآخران قليلا حتى وصلا الى اجران القمح وكان الجرن لمؤذن القرية (محمد عبد النبي)، وما ان شاهد الاثنين حمامتين تقفان على كوم القمح حتى اطلق عليهما بورثر تسع طلقات متتاليه اشتعلت على اثرها النيران فى الجرن فصرخت (ام محمد) زوجة المؤذن تستغيث بالرجال لإطفاء النيران، في ذلك الوقت اجتمع حشد كبير من الفلاحين حول الضابطين وحاول بعضهم انتزاع البنادق منهما فانطلقت دفعة آخرى من الخرطوش أصاب احد اعيرتها زوجة المؤذن ومع ان الطلقة لم تكن رصاصا حيا الا ان الفلاحة انزعجت فسقطت مغشيا عليها فتبادر الى اذهان الجميع ان الانجليز قد حرقوا جرن القمح وقتلوا زوجة المؤذن.
وفي ذلك الوقت كان الميجور كوفين وزميليه يعدوان للحاق بزملائهم فى محاولة لفض المشاجرة لكن الموقف ازداد تدهورا اذ انطلقت رصاصتان حيتان من بندقية احد الضباط اصابت واحدة منهما شيخ الخفراء في فخذه واصيب اثنان آخران من الخفراء فرفع الفلاحون عصيهم بينما قذف الصبيان الجنود بالطين والحجارة.
وحاول الضباط استعطاف اهل القرية باستخدام الاشارات اذ لم يكن احد من الطرفين يعرف لغة الآخر وعلى سبيل الترضيه تظاهر الميجور كوفين بالقبض على الملازم بورثر وتجريده من سلاحه كما قدم ساعته وخاتمه وما كان يحمله من نقود على سبيل التعويض وكادت تلك المحاولة تمر بنجاح وتوجه الضباط نحو العربات لكن الاهالي ثاروا وتمسكوا بعدم مغادرتهم قبل ان تصل الحكومة لتثبت التهمة عليهم.
واذ ادرك الضباط ان الموقف اصبح ميئوسا منه اتفقوا على ان يحاول بعضهم الهرب طلبا للنجده بينما يحاول الاخرون التخلص بلباقة من الحصار وبالفعل انطلق الكابتن بول والدكتور بوستك هاربين على الطريق الزراعي وجرى خلفهم بعض الفلاحون، وجذب الفلاحين الضباط الثلاثه الباقين الى جرن القمح واشاروا الى المرأة الجريحة معبرين بالاشارة عن انهم يستحقون قطع رقابهم جزاء قتلهم لها واخذوا يركلونهم بالاقدام، وحين انتهى الامر كانت المعركة قد اسفرت عن كسر عظمة من عظام الذراع الايسر للميجور كوفين واصابات سطحية بالضباط الاخرين .
اما الكابت بول والدكتور بوستك فقد قطعا الطريق الزراعي عدوا، وعندما التفت بوستك الذى كان فى المقدمة خلفه لم يجد زميله ولم يعرف – الا فيما بعد – انه سقط مغشيا عليه، وقطع بوستك ثمانية كيلومترات تحت الشمس الحارقة حتى وصل الى معسكره الذى كان في (كمشيش) وفي كلمات لاهثه متقطعه اخبر زملائه بما وقع في دنشواي.
وخلال دقائق معدودة تحركت طلائع الكتيبة نحو دنشواى وفى طريقهم وجدوا عددا من الفلاحين يحيطون بالكابتن بول فى المكان الذى سقط فيه فحمله البعض الى المعسكر لاسعافه فى حين طار الباقون للقبض على الفلاحين ظنا منهم انهم الذين اعتدوا عليف ففر الفلاحين وفى اعقابهم الجنود الذين استطاعوا القبض على خمسه منهم ولكن احدهم وهو (سيد احمد سعيد) فر منهم مختبا ولكن الجنود ادركوه وانهالوا عليه بالسونكي حتى اصبحت اكبر قطعة فى رأسه –كما ذكرت مجلة "المجلات العربية" التى صدرت بعد الحادث مباشرة – في حجم عمله النقود الصغيرة التى كانت تسمى بالقرش تعريفة !!
وفى خلال دقائق كانت الامور قد تعقدت ووصلت الاخبار الى القاهرة ومع ان الاشارة التليفونية الرسمية الاولى عن الحادث كانت تقول ان معركة وقعت بين الاهالي والضباط تبادل فيها "الطرفان" اطلاق النار الا ان البحث منذ اللحظة الاولى كان فى اتجاه واحد : لم يبحث احد عن قتلة (سيد احمد سعيد) الفلاح المصري الذى اصبحت اكبر قطعة فى رأسه فى حجم القرش تعريفه ولم يبحث احد عن الذين اصابوا زوجة المؤذن وغيرها وانما كان البحث جاريا عن هؤلاء الذين تجرئوا على رفع عصيهم وقذف احجارهم على جنود جيش الاحتلال البريطاني.
وفي الحقيقة لم يكن هناك جناة اذ لم تكن هناك جناية من الاصل فما حدث كان مشاجرة عادية اما الكابتن بول فقد مات فى السابعة من مساء اليوم نفسه وقال زميله الدكتور بوستك انه كشف عليه طبيا وتبين له انه اصيب بإحتقان في المخ من أثر ضربة الشمس التى تعرض لها بسبب مسيرته الطويلة تحت الشمس الحارقة ناهيك عن استحالة ان يتعرف الضباط الانجليز على اشخاص ممن تشاجروا معهم او رفعوا عليهم العصي بين زحام الفلاحين المتشابهي الوجوه والملابس، الا ان الانجليز لم يعدموا وسيله فباتوا يجوسون أزقه القريه ويفتشون بيوتها بحثا عن الاعداء الذين حاربوا بريطانيا العظمى وتم "اختيار" اثنى عشر متهما اعتقلوا جميعا بمسجد القرية!
وكان فى مقدمتهم مؤذنها وصاحب الجرن المحروق، وأسفرت تلك العملية فى النهاية على القبض على عشرات الفلاحين قدم منهم 60 للمحاكمة وكان منهم 8 هاربين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دنشواى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أديب الظــــل :: منتديات اديب الظل العامــــه :: منتــدى الاثار والتاريخ والسياحه-
انتقل الى: