من المقامة المشية

زائر

حدثنا موسى بن صفوان قال:
لما اطلقوا سراحى ووقفلت من المورستان فيمن قفل , ونزلت فى بلاد الشام مع من نزل قلت لغلامى: أ جد ثيابى مهلهلة , وأطرافها مقطعة , فجد لنا حانوتا ندخله ومول للملابس نتبضع من ادواره , وليكن مولا متعدد الطوابق , نظيف الطرقات , متسع المرافق , وليكن بائع الملابس متبسم ووجهه طالق , وتكون أثمانه ذهيدة وبضاعته قيمة وعديدة, فخرج مليا , وعاد بطيا,, وقال : قد اخترته كما رسمت , فأخذنا الى المول السمت, وأتيناه ورأينا أدواره , وزينته وأنواره,
وطفقنا ندخل حانوت تلو الآخر , حتى بليت مننا الجوارب , وتقطعت بنا الأنفاس من كل جانب, ودخلنا أخيرا الى الحانوت الاخضر , لعلى أجد فية قفطانا اصفر,وإذ بالباعة يشدونى من ملابسى , وويعرض كل منهم البضاعة
فبحثت عن سروال وقفطان بين البضاعة , ولكنى لم أجد سوى ملابس الأفرنج يتباهى بها الباعة,قلت للبائع أين القفطان ؟ فقال ما معنى قفطان ؟ نبيع هنا ملابس من بيوت أزياء عالمية, فصرخت وقلت منذ متى يعطون لبيوت الملابس شهادة العالمية, أظننى قد خرجت من المورستان لاجد نفسى فى بلية, فقلت لغلامى , عد بى من حيث جئنا فما حاجة لدى لملابس أفرنجية.