المخرج

زائر

فى تلك البقعة الجرداء , التفوا حولى , وتحلقوا , وقالوا لى كى تصل لمخرج من الاختناق المحقق , عليك بالحفر
أحفر هاهنا , احفر ... احفر كى تصل لمنفذ , احفر تلك البقعة ففى نهايتها ستجد الخلاص المؤكد

منذ سنين طويلة لا أتذكر عددها وانا احفر ,,, واحفر ولكنى لا اصل لمنفذ أو مخرج

نظرت الى راحة يدى , ولكنى لم أجد سوى كتلتين من اللون الاصفر , ولم أرى غير التراب فى أظافرى

عاودت الحفر من جديد , اشعر وللمرة الاولى بالعطش , فقد تنبهت الأن الى انى لم أشرب منذ اجيال

احسست بالعطش ينهش قلبى , والجوع يأكل جسدى ويمضغ أجزائى , ارى أشلائى تتبعثر شلو تلو الآخر , ولكنى أعاود الحفر من جديد , احفر على امل ان اجد قطرة ماء تمزق اسوار العطش التى تملئ فمى
احفر من جديد على أمل العثور على بقايا طعام أتبلغ به لحين الوصول للمخرج

ولكنى لا أجد ماء , ولا طعام

نسيت لماذا احفر , اعتصرت افكارى , كى أتذكر سبب الحفر , ولكنى لا أتذكر
وهنا , وجدت ظلى يتأرجح تحت ضؤ خافت للشمس البعيدة
أدركت هنا أنى كنت أحفر قبرى بيدى , نعم , هاهو القبر وصل للمرحلة النهائية
طوال تلك السنين كنت احفر قبرى ولكنى فاقد القدرة على ان ادفن جسدى الذى لا يزال ينبض بالحياة
فهل سيمد لى الاخر يده ليهيل فوق رأسى التراب , ام أن الغربان ستأكل جسدى المنهك؟؟

مشكور علي المجهود