أيها المواطنون
منذ أن أعلنت مصر سياستها الحرة المستقلة، وبدأ العالم ينظر إلى مصر ويعمل لها حساب.. بقوا يعملوا لنا حساب.. اللى كانوا زمان ما بيعبروناش وما بيحسبوش حسابنا، بقوا النهارده يعملوا لنا حساب، بدءوا يعملوا للعرب حساب، وللقومية العربية حساب. كنا زمان نتلطع على مكاتبهم؛ مكاتب المندوب السامى والسفير البريطانى، النهارده بعد تحقيق حريتنا السياسية وبعد إعلان مبادئنا، وبعد تكاتفنا وإقامة جبهة وطنية متحدة من جميع أبناء هذا الشعب ضد الاستعمار، وضد الطغيان، وضد التحكم، وضد السيطرة، وضد الاستغلال، وضد التدخل الأجنبى؛ بيعملوا لنا حساب، وبيعرفوا ان احنا دولة لها قيمتها، تستطيع أن تفعل ما تريد
النهارده قيمة مصر فى المجال الدولى كبرت، وقيمة العرب - الأمة العربية - فى المجال الدولى كبرت وعظمت، وعلى هذا الأساس - أيها الإخوة - تم مؤتمر بريونى.. تم مؤتمر بريونى وسافرت لاجتمع بالرئيس "تيتو" - رئيس جمهورية يوغوسلافيا - والرئيس "نهرو" - رئيس وزراء الهند - الاتنين اللى أعلنوا سياسة عدم الانحياز؛ السياسة الحرة المستقلة. وزرت وأنا رايح إلى بريونى يوغوسلافيا، والتقيت بالشعب اليوغوسلافى، ووجدت ولمست صداقة الشعب اليوغوسلافى للشعب المصرى، وتقدير الشعب اليوغوسلافى للشعب المصرى. واتجهت إلى بريونى وابتدأنا نبحث الوسائل ونتبادل الرأى فى المشاكل العالمية وفى مشاكلنا، وانتهى مؤتمر بريونى بانتصار كبير للسياسة التى تتبعها مصر؛ اللى هى سياسة عدم الانحياز.. انتصار كبير للقضايا العربية، وأعلنت فى المجالات الدولية
مؤتمر بريونى قرر انه يتبع مبادئ باندونج العشرة، وقال فى القرار اللى صدر: إن رؤساء الحكومات التلاتة؛ يوغوسلافيا والهند ومصر، استعرضوا التطورات الدولية، وأدى تشابه نظرتهم للمسائل الدولية إلى التعاون الوثيق بينهم، كما لاحظوا - باغتباط - أن السياسات التى تتبعها دولهم قد ساهمت إلى حد ما فى تخفيف التوتر الدولى، وفى إنماء العلاقات بين الأمم على أساس المساواة
وبعدين أصدر المؤتمر قرار: إن مؤتمر باندونج - الذى عقد فى العام الماضى - قد أقر مبادئ معينة يجب اتخاذها أساس للعلاقات الدولية، ويؤكد رؤساء الدول الثلاثة من جديد هذه المبادئ العشرة، التى لاقت دائماً التأييد من جانبهم، وهم يدركون أن النزاع والتوتر الدولى قد أديا إلى ما يسود العالم من مخاوف فى الحاضر والمستقبل، وطالما ظلت هذه المخاوف تسيطر على العالم فإنه لا يمكن إرساء السلام على قواعد ثابتة
مبادئ باندونج العشرة - اللى قررت فى العام الماضى - بتقول: من الطبيعى أن يكون لجميع الأمم الحق فى أن تختار بحرية نظمها السياسية والاقتصادية وطريقة حياتها؛ وفقاً لأغراض ومبادئ وميثاق الأمم المتحدة، وبالتحرر من الشك والخوف، وبالثقة وحسن النية المتبادلين، يجب على الأمم أن تمارس التسامح، وأن تعيش معاً فى سلام.. يجب على الأمم أن تعيش جيراناً صالحين، يعملون لتمكين التعاون الصادق على الأسس الآتية:.. دى الأسس اللى وضعها مؤتمر باندونج للعلاقات بين الدول
أولاً: احترام حقوق الإنسان الأساسية وأغراض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة
ثانياً: احترام سيادة جميع الأمم وسلامة أراضيها
ثالثاً: الاعتراف بالمساواة بين جميع الأجناس، وبين جميع الأمم كبيرها وصغيرها.
بعدين.. الامتناع عن أى تدخل فى الشئون الداخلية لبلد آخر
وبعدين.. احترام حق كل أمة فى الدفاع عن نفسها انفرادياً أو جماعياً
ثم الامتناع عن استخدام التنظيمات الدفاعية الجماعية لخدمة المصالح الذاتية لأية دولة من الدول الكبرى.. كالأحلاف اللى بيعملوها وبيدخلوا فيها تحت اسم الدفاع علشان تخدم مصالحهم
وبعدين.. امتناع أى بلد عن الضغط على غيره من البلاد
بعدين.. تجنب الأعمال أو التهديدات العدوانية أو استخدام العنف ضد السلامة الإقليمية، أو الاستقلال السياسى لأى بلد من البلاد
وبعدين.. تسوية جميع المنازعات الدولية بالوسائل السلمية
وبعدين.. تنمية المصالح المشتركة والتعاون المتبادل
وبعدين.. احترام العدالة والالتزامات الدولية
دى المبادئ اللى أقرها مؤتمر باندونج للعلاقات بين الدول؛ حتى لا تستخدم الدول الكبرى الدول الصغرى ألعوبة فى يدها.. تستخدمها كمخلب للقط تنفذ بها سياستها من أجل السيطرة ومن أجل النفوذ
هذه المبادئ التى أقرها مؤتمر باندونج أعاد مؤتمر بريونى تأكيدها، وأعلن تمسكه بها، وأعلن أن هذه المبادئ يجب أن تكون أساس العلاقات بين الدول.
تصفيق
**********
وبعدين فى مؤتمر بريونى أعلن أن توسيع نطاق الجهود للسير قدماً فى إنماء المناطق المتخلفة فى العالم، ليعد أحد المهام الأساسية فى تحقيق السلام الدائم والاستقرار بين الأمم
وبعدين اتكلم مؤتمر بريونى عن الشرق الأوسط.. اتكلم زعيم الهند "نهرو"، وافق على هذا، وزعيم يوغوسلافيا "تيتو"، وافق على هذا؛ على وجهة النظر العربية
فى الشرق الأوسط أدت المصالح المتعارضة للدول الكبرى إلى ازدياد الصعوبات التى تكتنف الموقف، وقال: يجب البحث فى هذه المشاكل على ضوء حقائقها، وعلى النحو الذى يضمن المصالح الاقتصادية المشروعة؛ بشرط وضع الحلول على أساس حرية الشعوب التى يعنيها الأمر. إن حرية شعوب تلك المناطق وإراداتها الخالصة ليست ضرورية للسلام فحسب، بل هى ضرورية أيضاً لضمان المصالح الاقتصادية المشروعة
وبعدين أعلن مؤتمر بريونى.. قال: يعتبر الموقف فى فلسطين - على وجه الخصوص - خطراً على السلام الدولى، ويؤيد رؤساء الحكومات - الهند ويوغوسلافيا ومصر - قرار مؤتمر باندونج فى هذا الصدد
قرار مؤتمر باندونج فى هذا الصدد بيقول إيه؟ بيقول: بالنظر إلى التوتر القائم فى الشرق الأوسط بسبب الموقف فى فلسطين، وخطر ذلك التوتر على السلام العالمى، أعلن المؤتمر الآسيوى - الإفريقى تأييده لحقوق شعب فلسطين العربى، ودعى إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة بشأن فلسطين
وبعدين مؤتمر بريونى اتكلم عن مشكلة الجزاير - اللى هى مشكلة عربية أيضاً - بحث رؤساء الحكومات الثلاثة الموقف فى الجزاير، الذى يعتبر - فى رأيهم - بالغ الأهمية، بل ويتطلب اهتماماً عاجلاً من وجهة نظر الحقوق الطبيعية لشعب الجزائر، ولدعم السلام فى ذلك الجزء من العالم. ونظراً لإيمان رؤساء الحكومات الثلاثة بأن السيطرة الاستعمارية غير مرغوب فيها إطلاقاً، فضلاً عما يترتب عليها من إضرار بالحاكمين والمحكومين معاً، فإنهم يرون من واجبهم التعبير عن عطفهم التام على رغبة شعب الجزائر فى الحرية. وهم يدركون أنه يوجد فى الجزائر عدد كبير من الأشخاص الذين من أصل أوروبى، والذين تجب حماية مصالحهم - دول اللى بتتحجج بهم فرنسا - على أنه يجب ألا يقف هذا فى طريق الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الجزائرى. وهم يؤيدون كل الجهود والمفاوضات التى تهدف إلى إيجاد حل عادل وسلمى، وبخاصة وقف أعمال العنف
إذن طلعنا من مؤتمر بريونى بإن احنا أعلنا مبادئ أساسية للعلاقات بين الدول، وأعلنا رأينا فى المشاكل العالمية؛ مشكلة ألمانيا فى أوروبا، مشكلة الصين فى آسيا، ومشكلة فلسطين والجزائر العربية اللى تهمنا احنا كأمة عربية وكشعب عربى
وكانت وجهة نظر الرئيس "تيتو" والرئيس "نهرو" تتمشى مع وجهة النظر العربية، وبهذا استطاعت وجهة النظر العربية أن تأخذ لها حصناً آخر، وأن تفرض وجودها فى العالم
دا الكلام اللى حصل فى مؤتمر بريونى.. أما نبص نجد أن مصر - منذ قامت الثورة - كانت بتجاهد لتنقل قضاياها وقضايا العروبة إلى طريق آخر غير طريق الاستجداء. وكنا بنجد ان احنا نستطيع أن نحقق هذا إذا حققنا استقلالنا السياسى، وإذا حققنا الاستقلال الاقتصادى. وكنا نؤمن منذ قامت الثورة - من سنة ٥٢ ومن قبل ٥٢.. من قبل ما تقوم الثورة - ان الاستقلال السياسى لا يمكن أن يكتمل إلا إذا كان معه استقلال اقتصادى، وإلا إذا كان معه اقتصاد سليم يستطيع أن يقف ضد مؤامرات المستعمرين، وضد مؤامرات المستغلين، وضد مؤامرات الطامعين
فى الوقت اللى احنا كنا فيه بنعمل من أجل تحقيق الاستقلال السياسى، كنا فيه أيضاً بنعمل من أجل تحقيق الاستقلال الاقتصادى
كنا بنعمل من أجل جلاء الإنجليز المحتلين عن أرض مصر، بوسائل مختلفة كلكم تعرفوها؛ بالقوة واللين، بالعنف وبالمفاوضات، وكان غرضنا من هذا أن نحقق لمصر استقلالاً سياسياً حقيقياً، وألا تكون السيادة فى مصر إلا لأبناء مصر، وألا يرفرف فى سماء مصر إلا علم مصر
كنا بنسعى إلى هذا منذ قامت الثورة، ونسعى بعزم، وكنا نؤمن ان احنا حنستطيع أن نحقق هذا الاستقلال السياسى، سنستطيع مادمنا نقضى على أعوان الاستعمار. وحينما تخلصنا من أعوان الاستعمار تداعى الاستعمار وتداعى الاحتلال.. انتهى الاستعمار، والاحتلال ما قدرش يقعد؛ لأنه ما وجدش بينكم - بين أبناء مصر.. بين هؤلاء المواطنين - واحد يتعاون معاه، أو واحد يسنده، أو واحد يعاونه على وجوده؛ فسلم الاستعمار، وسلم الاحتلال، وجلت عن مصر فى الشهر الماضى آخر قوة من قوات الاحتلال التى دخلت أرضنا سنة ١٨٨٢، واللى لما دخلت إسكندرية سنة ٨٢ انهزموا، وانضربوا فى كفر الدوار، وما قدروش أبداً انهم يكملوا غزوهم، وما قدروش أبداً انهم يكملوا حملتهم.. انضربوا.. ضربهم عرابى فى كفر الدوار وهزمهم شر هزيمة.. لم يستطيعوا أن يتغلغلوا فى أراضينا، ولكنهم انسحبوا.. انسحبوا من الإسكندرية ورجعوا.. ما قدروش يواجهونا وجهاً لوجه، ولكنهم واجهونا بالغدر والخديعة، واجهونا بالخيانة، اتجهوا إلى قنال السويس، وعن طريق أعوانهم فى قنال السويس استطاعوا انهم يدخلوا من هناك ويوصلوا إلى التل الكبير، واستطاعوا انهم يحتلوا مصر ويقضوا على قوة مصر
لم يستطيعوا أن يواجهونا وجهاً لوجه.. هزمناهم سنة ١٨٨٢، وهزمناهم سنة ١٨٠٧ أما جت حملة "فريزر" فى مصر هنا؛ من أجل احتلالها ومن أجل السيطرة عليها، ووصلت إلى رشيد.. خرج لها أهل رشيد - أهل رشيد المدنيين - واستطاع أهل رشيد المدنيين انهم يهزموا الحملة العسكرية البريطانية ويردوها على أعقابها للبحر
الكلام دا حصل - أيها المواطنون.. أيها الإخوة - سنة ١٨٠٧ وحصل أيضاً سنة ١٨٨٢
دى مصر الحقيقية.. دى مصر الحقيقية.. هزمت "فريزر" سنة ١٨٠٧، هزمت الإنجليز فى كفر الدوار سنة ١٨٨٢، ولكن الإنجليز اتبعوا معنا أساليب الغدر، واتبعوا معنا أساليب الخداع، واستطاعوا بعد هذا أن يتحكموا فينا، واستطاعوا بعد هذا أن يحتلونا
كنا نتجه - أيها المواطنون - منذ قامت الثورة لتحقيق الاستقلال السياسى.. لإعادة العزة، لإعادة الكرامة المسلوبة، ووفقنا - بحمد الله - واستطعنا فى يوم ١٨ يونيه أن نرفع فى سماء مصر علم مصر وحده، وأن نبقى بين ربوع مصر سيادة مصر وحدها. وبهذا تحقق جزء كبير جداً من الأهداف اللى احنا كنا بنصبو إليها، وتحقق جزء كبير جداً من الأهداف اللى كنا بنطالب بها
ولكنا لن نهمل أبداً - أيها الإخوة - فى نفس الوقت أن نعمل من أجل الاستقلال الاقتصادى.. لم نهمل هذا أبداً من سنة ٥٢ منذ قامت الثورة؛ لأننا نؤمن ونعتقد أن الاستقلال السياسى لا يمكن أن يكون له وجود إلا إذا كان هناك استقلال اقتصادى، وأن الاستقلال الاقتصادى مكمل للاستقلال السياسى، وأن الاستقلال السياسى يكون زائف إذا لم يكن هناك استقلال اقتصادى، بل إذا كان هناك تحكم اقتصادى؛ لأنه إذا كان هناك تحكم اقتصادى فسيستعمل هذا فى الضغط وفى التوجيه
واتجهنا من سنة ٥٣ فى العمل على تنمية الإنتاج، وكان هدفنا فى هذا أن يكون لنا استقلال اقتصادى؛ اتجهنا فى هذا ونجحنا.. نجحنا لأننا معتمدين على نفسنا، وعلى مالنا، وعلى عرقنا، وعلى قوتنا. استطعنا أن نرفع الدخل القومى من سنة ٥٢ إلى سنة ٥٤ بما يقرب من ١٦%، وبعد كده استطعنا ان احنا نحقق من سنة ٥٤ إلى ٥٦ ما يساوى هذا الرقم أو أكثر
إذن احنا نعمل، واحنا ما احناش ساهيين.. لسنا لاهين، واحنا عارفين الأساليب والألاعيب اللى انكوينا بها واتكوت بها آباءنا وأجدادنا، ولهذا حينما كنا نعمل من أجل الاستقلال السياسى، كنا نعمل فى نفس الوقت من أجل الاستقلال الاقتصادى
بعد كده فى أيام الجلاء وفى أعياد الجلاء، وحينما شعرنا بالاستقلال السياسى؛ اتجهنا إلى العالم أجمع، وقلنا: لننس ما مضى، واتجهنا برضه إلى المستعمرين، وإلى الناس اللى جم احتلونا وخرجوا، واللى قتلوا من آبائنا وأجدادنا، وقلت فى يوم ١٩ يونيو: ان أنا أمد إيدى للجميع، وإن مصر تمد يدها إلى الجميع، وإنها ستسالم من يسالمها وتعادى من يعاديها
إننا نتجه لتحقيق سياستنا.. سياسة مستقلة، تنبع من مصر، لا من لندن، ولا واشنطن، ولا موسكو، ولا أى دولة من الدول؛ تنبع من ضميرنا.. تنبع من إحساسنا. وقلت ان احنا مستعدين نتعاون مع الجميع، ولكن هذا التعاون لن يكون أبداً على حساب قوميتنا، أو على حساب عروبتنا، وطبعاً لن يكون على حساب استقلالنا، أو على حساب كرامتنا
هذا الكلام - اللى أنا قلته يوم ١٩ يونيو الماضى - هو نفس الكلام اللى أنا كنت باقوله منذ قامت الثورة، وأنا النهارده حاقول لكم على كل حاجة حصلت منذ قامت الثورة، فى المفاوضات وفى المقابلات وفى كل شىء؛ حتى تكونوا على بينة
**********
من سنة ٥٢ وبعد نجاح الثورة بدأت تتصل بنا إنجلترا وبدأت تتصل بنا أمريكا، وبدءوا يطالبونا بأن نتحالف معهم ونتفق معهم؛ نعمل محالفات ونعمل اتفاقات. كان كلامنا لهم ان احنا لا نستطيع أن نتحالف.. مش ممكن ندخل فى حلف إلا الحلف الذى يضم الدول العربية وحدها. وكنت باقول لهم - وهذا الكلام موجود يمكن فى محاضر المفاوضات - إذا دخلنا فى حلف مع بريطانيا هل ستستطيع مصر أن تملى إرادتها على بريطانيا؟ بل هل ستستطيع مصر أن يكون لها رأى بجانب بريطانيا؟ وإذا قعدنا على ترابيزة واحدة وكان فيها "مستر إيدن" بيمثل بريطانيا العظمى واحنا بنمثل مصر، ازاى تتحالف دولة كبرى مع دولة صغرى زينا؟! هذا لن يكون حلف ولكنه يكون تبعية. وكنت باقول لهم إن دى تبعية، ونحن لا نقبل أن نكون تابعين.. نستطيع أن نتعاون معكم معاونة الند للند، نستطيع أن نتفاهم، نستطيع أن نكون أصدقاء، ولكنا لا نقبل أبداً أن نكون أذيال أو نكون تابعين
فى أول جلسة من جلسات المفاوضات - وأعتقد أنها كانت فى إبريل يمكن سنة ٥٣ - كان "جنرال روبرتسون" موجود، وطلب مننا ان احنا نوقع مع بريطانيا محالفة مدتها ٢٥ سنة، ورفضنا، وقطعت المفاوضات بعد جلستين. رفضنا هذه المحالفة، وقلنا: ان احنا نريد أن نوقع اتفاق للجلاء، ولكنا سنكافح من أجل هذا، لن نتحالف؛ لأن محالفتنا ستجعلنا ذيل، وستجعلنا تابعين. الكلام اللى قلناه فى سنة ٥٢ هو نفس الكلام اللى بنقوله النهارده، مش عارف إيه الفرق فى هذا الكلام! هذا الكلام قيل فى سنة ٥٢ فى جميع المحاضر وفى جميع الجلسات
ابتدينا فى سنة ٥٢ نتكلم على تموين الجيش المصرى بالأسلحة، وقلنا لهم عايزين تبينوا إنكم أصدقاء ادونا السلاح اللى احنا عايزينه.. ما بنشحتش منكم.. مستعدين ندفع تمن هذا السلاح، قالوا لنا: ما نديكمش سلاح إلا إذا وقعتوا معنا ميثاق الأمن المتبادل