زائر زائر
| موضوع: مصطفى كامل السبت 17 مايو - 17:58:46 | |
| (رائد المدرسة الوطنية المصرية) سلوا التاريخ عنا وعن عظمائنا ينبيكم كيف كنا ، لقد كنا حين يأخذنا حاكم بظلم ندوس له الجبين، تفيض قلوبنا بالهدى بأسا فما نغضى عن الظلم الجفون، على حد قول الشاعر الشاب هاشم الرفاعى .
ثم سلوا التاريخ عنا ينبيكم كم ظُلمنا.. كم حيكت المؤامرات لتشويه عظمائنا ، كم خفضنا من زعماء كانوا يستحقون الرفعة ، وكم من زعماء قد بوأناهم فوق مكانتهم ثم سلوا التاريخ أين مجاهدونا المعاصرون؟ لماذا أهيل عليهم التراب؟ لماذا غمطناهم حقهم علينا؟؟
اخبروا التاريخ أن المخلصين منا يستحيون من غمط حق المجاهدين . وعسى أن تتبدل الأحوال غدا ، وعما قريب تصحح تلك الأوضاع الخاطئة .
مصطفى كامل من مواليد القاهرة عام1874 وكان أبوه مهندسا عسكريا. التحق بمدرسة الحقوق عام1891 وحصل علي شهادة الحقوق من كلية تولوز الفرنسية عام1894 ، وهو شاب مصري وطني تولي مسئولية الدفاع عن وطنه منذ سنوات شبابه الأولي وبذل في الدعوة لاستقلال مصر من الجهد ما أثر في صحته تأثيرا شديدا, فسقط شهيد الواجب وعمره 34 عاما وأصبح بذلك قدوة لشباب مصر جميعا.
وجاء كفاح مصطفي كامل من أجل مصر في وقت عصيب ليؤكد أن مصر لم تستسلم بعد هزيمة التل الكبير ونهاية ثورة احمد عرابي, حيث لم يكن ينقص المصريين بعد الهزيمة سوي استعادة المقاومة والكفاح, محاولا إنقاذ الشعب المصري من حالة اليأس التي كان يعاني منها .
ويقول في هذا : إن في مصر فئة من الناس نسيت أن الأمل داعي العمل فلبست ثياب اليأس وقضت بظنونها علي مستقبل الوطن, وجعلت مهمتها في الأمة تثبيط الهمم واقعاد العزائم, فلا تنادي في المحافل والأندية إلا بأن ليس لمصر حظ في المستقبل من الحرية والسعادة الاجتماعية. لأن شعبها قد مات من زمن طويل وليس لمفكر عاقل أن يري له مستقبلا جديدا ويري رجال هذه الفئة البائسة يصفون كل رجل يقوم بالدفاع عن حقوق البلاد المقدسة بعدم الخبرة وقصر النظر. وعندي أن الرجال البائسين وان كانوا اقل من القليل يضرون بلادهم أعظم ضرر بما يقولونه ويكررونه.
خطواته فى طريق العمل الوطنى
ومن أولي خطوات مصطفي كامل علي طريق تعبئة الشعب المصري قيامه عام1897 بتوجيه رسالة مهمة للاكتتاب الوطني لأجل التعليم ومن ثمة القي خطابا علي طلاب المدارس المصرية في يناير1898 يحثهم علي ضرورة التعليم ثم الأثرياء المصريين للتبرع شهريا للإنفاق علي نظام التعليم القومي, ومن المطالب المهمة التي أرادها مصطفي كامل هي إنشاء جامعة مصرية .
اعتمد مصطفي كامل علي الخطابة وتنطيم المؤتمرات والصحافة لتعبئة الرأي العام المصري والرأي العام العالمي, وشرح قضية مصر الأولي وهي قضية الاحتلال البريطاني لمصر وطالب باستقلال البلاد.
أنشأ مصطفي كامل جريدة اللواء اليومية عام1900, ثم جريدة الا ستاندارد الإنجليزية وأيتا نور الفرنسية.. وسافر إلي أوروبا وفرنسا بالذات للدعوة والمطالبة بجلاء قوات الاحتلال البريطاني عن مصر.
فإذا كان مصطفي كامل رأي في فرنسا أداة للضغط علي غريمتها انجلترا, لكن بقيام الاتفاق الودي بين فرنسا وانجلترا عام1904 لم يعد مصطفي كامل قادرا قدرة تامة علي الضغط بفرنسا ضد المصالح الإنجليزية في مصر.
كان اعتماد مصطفي كامل علي القصر لتدعيم القضية الوطنية في بداية حياته النضالية اعتمادا كبيرا وكان ذلك ما يجعله مرهق دائما فلم يكن يوضح صراحة موقفه المعادي لسياسة الخديو عباس آنذاك وعندما وجد مصطفي كامل الفرصة للتخلص من دور القصر صرح بانتقادته للخديو علانية ففي عام1904 بباريس وقف مصطفي كامل علانية محتجا أمام الخديو فما كان من الأخير إلا أن قال إنه لا يهتم بالرأي العام المصري.
صعوبات ومشاق ومن التحديات الجسام التي واجهت مصطفي كامل أن علاقته بالكاتبة الفرنسية جوليت ادم ورفقائها من الكتاب لم يكونوا متحمسين له بسبب قضية استقلال مصر فقط بل لان فرنسا تري في مصالح انجلترا تهديدا مباشرا لها, بالرغم من ذلك حاول مصطفي كامل قدر المستطاع توجيه أنظار المستفيدين في فرنسا لقضيته.
ولقد كان من اشد المواقف إيلاما في حياة مصطفي كامل هي حادثة دنشواي التي دعت اللورد كرومر( المندوب السامي لمصر) أن يستقيل أمام الضغط الذي سببه الرأي العام في أوروبا, وما كان من مصطفي كامل إلا أن تفاعل مع ذلك الحدث ونشر مقالات نارية في الكثير من الصحف الأوروبية فكان لدفاع مصطفي كامل وجهوده الدولية اثر كبير في الإفراج عن المسجونين في حادثة دنشواي.
وفي عام1907 أرسل رسالة لهنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا في ذكري الاحتلال يؤكد فيها أن علي انجلترا أن تفي بوعدها لإنهاء الاحتلال عن مصر, وفي العام نفسه يقوم مصطفي كامل بالإعلان عن تأسيس الحزب الوطني رسميا.
كفاح وأجيال
وظل مصطفي كامل يقود الكفاح الوطني ضد قوات الاحتلال البريطاني ويدافع عن حقوق بلاده وهو لا يبالي بصحته حتي رحيله وهو في سن الشباب في10 فبراير1908 وتولي الكفاح بعده الزعيم محمد فريد ثم الزعيم سعد زغلول في ثورة1919 ثم ثورة23 يوليو1952. |
|