عندما أنتهت العمليات العسكرية علي العراق والتي عُرفت بعاصفة الصحراء في 28فبراير 1991 وأصدرالرئيس الأمريكي جورج بوش الأب وقف العمليات العسكرية كان قراره يرتكز علي عدة عوامل :ـ
اولا :تقييم الجنرال" نورمان شوارتزكوف" قائد عملية عاصفة الصحراء في الخليج بان الهدف الإستراتيجي من الحرب تحقق وأن الجيش العراقي تم تمزيقه بالكامل كما أن القدرة الصناعية والتكنولوجية للعراق قد جري تحطيمها تماما .
ثانيا :تقديرات من خبراء الشئون العربية في وزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية مؤداها أن الجيش العراقي الممزق سوف تعود بقاياه الي بغداد وتقوم بانقلاب علي السلطة .
ثالثا:معلومات من سوريا تفيد بان قيادات كثيرة في حزب البعث العراقي وصل ضيقها مداه وأن هذا الضيق سوف يدفعها الي إزاحة القيادة الحالية للحزب ووضع قيادة أخري مكانها .
رابعا:تاكيدات من السعودية بان جهودها المتواصلة لعدة شهور أسفرت عن توحيد فصائل المعارضة العراقية رغم سابق مشاكلها مع بعضها وأن هناك مشروع حكومة جاهزة لتولي السلطة في أول مناسبة لها وكانت هذه التاكيدات تصل الي حد تعين رئيس للدولة والحكومة وهو ضابط سني وبعثي سابق وتكريتي النسب والأصل وهوبهذه المواصفات يستطيع أن يتعامل علي الفور مع مؤسسة الحكم في بغداد ويوظف خبراتها دون إنتظار وكانت تلك العوامل كلها عناصر مريحة بالنسبة لتفكير واضعي الإستراتجية الأمريكية تجاه العراق بمجرد توقف المعارك .
كان السيناريو الذي الذي أستندت له السياسة الأمريكية تقودها في تلك الفترة وكالة المخابرات المركزية التي تسلمت قيادة العمل من قيادة الجنرال "نورمان شوارتزكوف "وهو ما أطلق عليه في ذلك الوقت سيناريو" تشاوشيسكو " في إشارةالي عملية سقوط الرئيس الروماني وقتله والعقدة الرئيسية في السيناريو هوعملية إنقلاب
] يقوم بها الحزب والجيش بتعاون من عناصر من الداخل والخارج وتتغير قمة السلطة بحمام من الدم ثم تتواصل الأمور وطبقا لما نشرته صحيفة" وول ستريت جورنال" اوسع الصحف إنتشاراً ونفوذاً بان محطة أذاعة سرية تشرف عليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بدأت تعمل من السعودية ومع بداية الضرب الجوي فجر يوم 17 يناير راحت توجه نداءاتها الي الشعب العراقي أن يثور ،ثم جاء التأييد من بوش نفسه الذي قال يوم 15 فبراير 1991 مانصه :ـ
أن علي العسكريين العراقيين والشعب العراقي أن ياخذوا الأمور في أيديهم الأن وأن يرغموا صدام حسين علي أن يختفي إننا لسنا طرفا في نزاع مع الشعب العراقي وإنما خلافنا مع الديكتاتور العراقي فقط ولم تكن الإستراتجية الأمريكية تجاه العراق بعد الحرب تتصور اوتريد تقسيم العراق فهي أول من يدرك أن التركيبة الأنسانية للعراق تركيبة خطيرة فالأغلبية (حوالي 50%) من الشيعة ثم تليها الكتلة السنية ( وهي حوالي 30% ) وأخيراً تجئ الكتلة الكردية ( وهي حوالي 20% ) فاذا حدث وأنفك تماسك العراق بتقسيمه او لظروف تجعل التقسيم واردا فالأرجح أن الشيعة سوف يجدون مستقبلهم الطبيعي في الألتحاق بايران،كما أن الأكراد سوف يقيمون في شمال العراق نواه لدولة كردية (كردستان ) تجذب اليها وتشد أقليات كردية موجودة في تركيا ما بين 3الي 4 ملايين كردي كذلك سوف يشدون اليهم أكراد إيران حوالي 3ملايين وأكراد سوريا أقل من مليون هذا فضلا عن أكراد في جنوب الأتحاد السوفيتي وفي الوقت ذاته فان السنة في العراق سوف تجد نفسها حائرة بين الألتحاق بسوريا أو الأردن ، فهي وحدها لا تستطيع إقامة دولة عراقية وإن كان دورها في هذه الدولة أساسيا لانها حلقة الوصل البشري والجغرافي بين شيعة العراق وأكراده فسنة العراق عرب مثل الشيعة وهو في نفس الوقت سنيون مثل الأكراد وموقعهم الجغرافي وسط بين الجنوب الشيعي والشمال الكردي وهكذا فان تقسيم العراق إذا حدث فسوف يؤدي الي قلاقل شديدة للغاية في المنطقة الحساسة الواقعة من جبال الأناضول التركي وجبال أفغانستان والي تفريغ مخيف يصيب منطقة الهلال الخصيب وهذا كله لا تريده الأستراتجية الأمريكية التي تطلب تهدئة المنطقة بعد الحرب وليس إثارتها بتحركات عنصرية وطائفية واسعه تغير موازين القوي اذا لم تكن تقلبها راساً علي عقب إذن كان هدف بوش:ـ
.اولا: التخلص من نظام الرئيس صدام [/size]