قبل أسابيع قليلة من انطلاق منافسات دورة الألعاب الأولمبية ببكين أنهت المدينة كافة الاستعدادات لاستضافة بعثات الفرق الرياضية ورجال الإعلام للظهور في أفضل صورة ممكنة أمام العالم أجمع خاصة في ظل الانتقادات التي واجهتها بكين في الآونة الأخيرة.
المدينة الصينية تتجمل وتتزين قبل الأولمبياد.. وبدأت أجواء الدورة تسيطر علي كل أرجائها.. وغداً سيتم افتتاح أكبر مركز صحفي في تاريخ الأولمبياد.
خضعت بكين لعملية تجميل كاملة جرت في أغلب الأحيان علي حساب التراث القديم.
قال زو هوان الأستاذ في كلية العمارة في جامعة كينجوا في بكين إن "هناك إشغالاً محددة للألعاب الأولمبية مثل ترميم واجهات المباني والشوارع".
انتهزت السلطات الصينية التي ترغب في إظهار قوتها الجديدة وإبراز عاصمتها خالية من الشوائب. فرصة دورة الألعاب الأولمبية ليس فقط لبناء مواقع تنافسية بل لإصلاح مدينة تغزوها السيارات أكثر فأكثر.
قال زو إن أهم تطور هو النقل المشترك ففي العام 2000 كان لدينا خطان لقطارات الأنفاق والآن أصبح لدينا خمسة خطوط.
ومن التحولات التي ركز عليها تحسن الأماكن العامة داخل الدائرة الثانية التي تعد وسط المدينة حيث أقيمت مناطق خضراء. وبناء مساكن في شرق العاصمة وشمالها.
والمباني التي تشكل رمزاً للمدينة الجديدة ساهمت في بنائها أسماء معروفة في الهندسة المعمارية في العالم مثل السويسريان يان هيرتزوج ودو مورون للاستاد الأولمبي الذي أطلق عليه اسم "عش العصفور" والفرنسي بول أندرو الذي صمم دار الأوبرا الجديدة قرب ساحة تيان أنمين.
شارك في هذه العملية أيضاً المعماري الهولندي ريم كولهاس الذي صمم مقر التليفزيون الحكومي. المبني الطليعي الذي يفترض أن ينتهي إنشاؤه في .2009
أما المحطة الجديدة في المطار فصممها البريطاني نورمان فوستر.
قال رودي ماجاون مدير مكتب الهندسة الذي شارك خصوصاً في إشغال بناء "عش العصفور" أنه تم تأمين عمارة علي المستوي العالمي بمناسبة الأولمبياد.
من جهته قال الألماني أولي شيرين الذي ساهم مع كولهاس في أعمال البناء "في السنوات الأخيرة لم تنجز أي مدينة أخري مثل هذه الأعمال بمستوي عالمي".
من جهته قال زو هوان إن الأسماء اللامعة يجب ألا تحجب المواهب المحلية. وقال إن "هذه المباني الرمزية طغت علي المهندسين المعماريين الصينيين". موضحاً أن مكتب الدراسات في كلية العمارة في تسينجوا أنجز ثلاثة مبان أولمبية بينها مركز ألعاب القوي والجودو والتايكوندو.
وهذا الإصلاح تم علي حساب بكين التقليدية المؤلفة من شوارع ضيقة تسمي "هوتونج" ومربعات يطلق عليها اسم "سيهيوان".
قال المسئول في مركز حماية التراث الثقافي لبكين هو شينيو "هناك آثار إيجابية وأخري سلبية للألعاب الأولمبية علي حماية بكين القديمة".
أصدرت الصين قوانين لحماية التراث لكن تطبيقها غير كاف في مواجهة الانتعاش الجنوني للقطاع العقاري الذي يغذيه التحالف بين المتعهدين والمسئولين المحليين.
قال زو هان إن التحول العمراني سيستمر بعد الأولمبياد ولكن بوتيرة مختلفة وإلي جانب بناء مساكن بإيجارات معتدلة الذي أصبح ضرورياً بسبب ارتفاع أسعار العقارات. ستواصل بكين توسيع قطاع النقل المشترك وستعمل علي بناء منطقة صناعية في غرب المدينة. وكشف منظمو الدورة المركز الصحفي لهذه الدورة وهو الأكبر في تاريخ الأولمبياد إذ تبلغ مساحته 62 ألف متر مربع ويتسع لأكثر من ستة آلاف صحفي ومصور معتمدين.
يقع المركز الرئيسي في مكان قريب من الاستاد الأولمبي. وقال نائب رئيس المركز لي جينجبو إن المركز سيفتتح رسمياً غداً قبل شهر من بدء الألعاب الأولمبية بحضور رئيس لجنة تنظيم الدورة في بكين ليو كي رئيس الحزب الشيوعي الصيني في العاصمة الصينية.
وسيجد الصحفيون الصينيون والأجانب في المركز المؤلف من أربعة طوابق ويحمل الكثير من سمات الفن الصيني في هندسته المعمارية أماكن للعمل وقاعات للمؤتمرات الصحفية ويؤمن المركز خدمات أيضاً مثل المطاعم ومراكز رياضية وقاعات للتدليك ومركز للبريد ومصرف ومحل للحلاقة وتصفيف الشعر.
أما لوحات الأخبار فستبث بثلاث لغات هي الصينية والفرنسية والانجليزية.
ويؤكد المنظمون في دليل وزع علي الفرق المخصصة لخدمة وسائل الإعلام في القاعة الرئيسية للمركز أهمية عملهم. مشيرين إلي أن "المتطوعين هم وجه دورة الألعاب والصحفيين ينقلون رؤيتهم للألعاب والمدينة والبلد إلي العالم".
يطالب منهم الكتاب بذل كل الجهود للرد علي الأسئلة لكن مع تجنب بعضها ويقول الدليل إن "الصحفيين يمكن أن يطرحوا علي طواقم العمل والمتطوعين أسئلة مرتبطة بالتنظيم والألعاب يمكن أن تستخدم في مقالاتهم. لذلك علينا التزام الحذر عندما نرد علي هذه الأسئلة لأنها يمكن أن تستخدم علي أنها صادرة عن العاملين في اللجنة التنظيمية. ويطلب الدليل من العاملين اللجوء إلي رؤسائهم في هذه الحالة.
وسيبدأ تشغيل المركز لكنه لن يفتح بشكل دائم إلا اعتباراً من 25 يوليو.