تحدثنا عن الحب بما يكفي ، ولكنني اريد ان احكي لكم قصة حقيقية عن حبيبين اجتمعا علي الحب وافترقا علي الحب ، الحبيبين هما احمد وهبه.
تبدأ ألقصة بداية من دخول احمد الجامعه فهو كان طالب بكلية الحقوق وكان يحلم بان يتعرف علي الفتاه الذي رسم صورتها في خياله فقد كان يتخيلها ملاكا وكان يتمني ان تكون انسانه من نوع خاص وتتحلي بالاخلاق الحميدة والجمال المقبول .
الي ان دخل الجامعه ورأي جميع الآنثات بصورة لا يتمني ان يراها ، فقد كانت الاخلاق منعدمة عند معظم فتيات الجامعة وايضا اخلاق الشباب لا تختلف كثيرا عن الفتيات ، وعند امتجانات العام الدراسي الاول في الفرقة الثانية ، لفتت نظره فتاه غريبة الوضع بالنسبة لباقي فتيات الجامعه فكان يراها لا تتحدث مع اي شاب كما ان زيها كان يتسم بالحشمة والاحترام بالاضافه الي ان جمالها كان مبهرا للغاية ، حاول احمد ان يقترب منها وان يتعرف عليها الا انه فوجئ برد فعل معاكس لما يرغب فيه ، حيث قالت له " انا لا اتحدث مع شباب من فضلك لا تحاول ان تقترب مني مرة ثانية " كانت صدمة غير متوقعه لاحمد ، لكنها كانت في نفس الوقت فرحة حيث انها زادت تقديرا في نظره ، واراد انا يقدم لها اي مساعده فيما يتعلق بالدراسة الجامعيه وبدون ان تعلم هي بمثل هذه المساعدات ، ولكي يحقق هذا الغرض تعرف علي صديقه لها واعترف لها بما حدث من هبه وطلب منها ان تقدم لها الخدمات التي يمولها بها علي انها من ناحيتها هي وليست من ناحية احمد ، الا ان صديقتها قالت لها الحقيقة واعترفت لها بان احمد هو الذي يزودها بهذه الخدمات ، كما انها نبهتها انها اخطأت في تصرفها معه حينما حاول ان يتحدث معها لان نيته كانت سليمه ، فهو ليس كباقي الشباب الذين يريدون التسليه والذين ينساقون وراء شهواتهم ، ونزواتهم مستدله في ذلك علي موقفه بعد هذا الرد حيث انه اراد ان يساعدها دون ان تعلم من الذي يساعدها ويقدم لها هذه الخدمات .
في هذا الوقت شعرت هبه انها اخطأت في حق احمد وانها يجب ان تقدم له اعتذارها واسفها علي هذا الموقف ، وبالفعل ذهبت اليه هي وصديقتها حينما كان خارجا من قاعة المحاضرات ، ووجدها تتجه نحوه ، فقد كان لا يصدق نفسه وكان يتخيل انه يحلم هل هذا حقيقه يا ربي ؟ تري ماذا اتي بها نحوي ؟ ماذا تريد ؟ القت عليه السلام وقالت له انا اسفة جدا علي ما حدث مني فقد كنت اتوقعك مثل باقي الشباب لكنك كنت افضل بكثير منهم وساكون سعيده اذا قبلت اسفي ، .
تتوقعون ماذا كان رد فعل احمد في هذا الموقف ؟ قال لها لا اريدك ان تعتذري فانتي لم تخلقي لكي تعتذري لاي شخص بل انك خلقتي لتامرين وباقي الناس يلبون اوامرك ، فانتي يا هبه شئ نادرا في هذا الزمن وصدقيني انا كنت سعيدا بما فعلتي ولقد زادت غلاوتك عندي ، في هذا الوقت نظرت له نظرة حب وعطف ليس له حدود ، وشعر احمد بذلك في عينيها ، وقالت له وانا ايضا ارك مثلي واكتر
ومن هنا بدات قصة الحب الحقيقية ، كانت هبه تزيد جمالا وحبا في نظر احمد والعكس صحيح ، لقد قضوا اجمل ايام عمرهم في خلال فترت الدراسة ، وكان احمد يجتهد في دراسته من اجلها ، فقد كان ينوي ان يكون معيدا داخل الجامعه وان يستكمل رسالة الدكتوراه حتي يكون شخصا جديرا بان يتقدم لها للزواج ، ومرت اعوام الدراسة وكانها ساعات حتي وصلوا الي الترم الثاني من العام الدراسي الاول ، واكتشف احمد انه لابد ان ياخذ خطوه صحيحة ، فاعترف لها بحبه واخبرها انه يريد ان يتقدم اليها للزواج ، كانت هبه شديدة الفرحة بهذا ، لكن ليس كل ما يتمناه المرئ يتحقق ، فقد كان احمد لا يملك ما يؤهله الي الزواج والاستقرار ، وقال لها هل تستطيعين ان تنتظرينني حتي ابني مستقبلي ؟ قالت له انني اريد ان انتظرك العمر كله ، لكن اهلي ؟ لن يقبلوا فهم لا يعترفون بالحب وانا اخشي ان يتقدم لي اي شخص للزواج ويقبلونه . قال لها احمد وانا اري ان لا تعارضي اهلك فيما يريدونه لكي فهم اكثر الناس اهتماما بكي وخوفا عليكي ، ونحن اذا كان لنا نصيب ان نجتمع علي سنة الله ورسوله ، فسوف يكون ذالك ، وان لم يكن ذلك فهو قضاء الله تعالي .
انظروا الي الدنيا وحالها . تري ما ذنب هذين الحبيبين ؟ حتي يفترقا هكذا ؟ ولكن يجب ان نكون اكثر ايمانا بالله تعالي .
تم خطبو هبه لشخص يسكن في البلدة التي تسكن بها فقد اخذها جسدا وترك روحها لاحمد ، افترقا الحبيبين وكل ذنبهم انهم اختاروا الحب ، الحب الصادق الشريف الطاهر ، ولن يسلكوا طريق الحب المزيف الملئ بالغش والخداع والمكر ، فالحب تضحيه من اجل الحبيب الاخر .