زائر زائر
| موضوع: ما الفلسفة السبت 16 أغسطس - 17:52:31 | |
| ما الفلسفة ؟ 2. الموقف الفلسفي: أ. الفلسفة بما هي شكّ: النّص/السّند: ضرورة الشكّ. ديكارت. ( انظر النص ) الأطروحة: انّ الشكّ هو الطّريق المنظّم و الوحيد نحو اليقين. الإشكالية: هل الشكّ تعبير عن عجز العقل و حيرته القصوى أم أنّه الاختيار المنهجي الوحيد الذّي يضمن اليقين ؟ بنية النّص: 1- تحديد مبرّرات أو دواعي الشكّ. 2-توضيح آليّة الشكّ و مقصده. 3-حصر منهج الشكّ في مجال المعرفة و إقصائه كلّيا من مجال الفعل. 4-تحديد مراحل الشكّ. 5-نتائج الشكّ في مجال المعرفة. التّحليل: 1- مبرّرات و مراحل الشكّ الدّيكارتي. ¨ الدّواعي: - تجذّر أحكامنا حول الأشياء في مرحلة الطّفولة التّي تمتاز بانعدام الرّشد.- تميّز الأحكام بالتّسرّع و الاختلاط ( تصيب تارة و تخطئ تارة أخرى ). عوض أن تعبّر هذه الأحكام عن حقيقة الأشياء أصبحت تمثّل في نظر ديكارت عائقا يحول دون إدراك الحقيقة اليقينيّة. الكشف عن الحقيقة يتطلّب أن نهيئ له هذا الشّرط الذّاتي المتمثّل في العزم على الشكّ في كلّ المعارف السّابقة. الشكّ ضروري لأنّه يخلّص الذّات المفكّرة من الأوهام و الأخطاء، فهو إذن بمثابة المطهّر بالنّسبة للعقل. ¨ المهمّة: تتمثّل عمليّة الشكّ في أن ننعت بالكذب ّ كلّ ما يوجد فيه أقلّ داع للشكّ ّ. الكذب: القول المغالط الذّي يخفي الحقيقة عمدا و يقرّ بخلافها. بينما ليس في الخطأ نيّة مبيّتة في المغالطة. تصبح عمليّة الشكّ، إذن، تعبّر عن قرار الذّات بأن تسحب ثقتها من الأحكام و من الأشياء. تفترض عمليّة الشكّ نيّة المغالطة في كلّ أحكامنا السّابقة. و هذا ما يؤدّي إلى اتّخاذ الحيطة و الحذر Méfiance من كلّ شيء لا يكون مصدره الذّات. ¨ الهدف: ّ تبيّن أيسر الحقائق معرفة و أكثرها يقينا ّ. الوصول إلى حقيقة أولى تؤمّن المعرفة و تضمن اليقين. ¨ المجال: ( المعرفة دون غيرها )، لا يمتدّ إلى الفعل الإنساني. السّبب: الشكّ يفوّت فرص العمل ( يفترض سرعة القرار، حتّى و إن تعدّدت الآراء الرّاجحة، يجب اتّباع أحدها و اعتباره يقينيّا أشدّ اليقين حتّى و إن لم يكن كذلك ). مثال: دعوة ديكارت لاتّباع أخلاق بلاده الخ... ¨ المراحل: الشكّ في وجود الأشياء المحسوسة و المتخيّلة: إقرار بعدم مطابقة ادراكاتنا لما هو موجود بالفعل. الأسباب: - الحواسّ خدعتنا في ملابسات عديدة ( الأشياء المحسوسة ).- الحلم دليل على أنّ ما نتخيّله ليس بالضّرورة تعبير عن الحقيقة ( الأشياء المتخيّلة ).- عدم وجود أمارات قاطعة بها نميّز بين حالة الحلم و اليقظة. الشكّ في الحقائق العقليّة و الرّياضيّة: السّبب: هناك من أخطأ فيها. ¨ النّتائج: ( نتيجتان ) 1- افتراض أنّه لا يوجد إله و لا سماء و لا أرض و أنّنا بدون جسم.2- استحالة افتراض أنّنا غير موجودين بينما نحن نشكّ و نفكّر.ّ أنا أفكّر، إذن أنا موجود ّ أو الكوجيتو، هي حقيقة يقينيّة لا يطالها الشكّ مهما بالغنا فيه.ّ حقيقة تمثل لإنسان يقود فكره بنظام ّ، تضع حدّا لحالة الشكّ، هي هدف و مقصد الشّك.ّ أيسر الحقائق معرفة و أكثرها يقينا ّ. 2- خصائص الشكّ الدّيكارتي: الشكّ العادي - لا يتعلّق بالأحكام المعرفيّة: تعبير عن انعدام اليقين فيما يخصّ أحداث الحياة ( المنتظرة ) أو الأشخاص. مثال: نحن نشكّ حين لا نكون متيقّنين من النّجاح في امتحان أو حين نظنّ أنّ شخصا بإمكانه أن يكذبنا القول.- يتميّز بالتّلقائيّة و العفويّة. الشكّ الرّيبي أو البيرّوني - أبدي، لا ينتهي إلى حقيقة. يقود إلى التّعليق الكلّي للحكم في كلّ المسائل، إذ يوجد في كلّ مسألة رأيان متضادّان دون أن نستطيع أن نرجّح أحدهما على الآخر. هو شكّ لغاية الشكّ: مذهبي الشكّ الدّيكارتي - شكّ معرفي و أنطولوجي: لا يتعلّق فقط بالأحكام التّي نصدرها حول الأشياء، بل هو يطال الوجود ذاته ( وجود اللّه، وجود الأشياء، وجود الأجسام الخ...) - شكّ جذري و مطلق: يشمل جميع المعارف و الموجودات ( و هو ما يسمّيه ديكارت بمسح الطّاولة Faire table rase ). - شكّ مفيد: ليس فعلا منافيا للحقيقة و اليقين، بل هو شرط الوصول إليها. Le doute est bénéfique à la vérité et à la certitude. Il est l'antichambre de la vérité. - شكّ وقتي: و ذلك على عكس الشكّ الرّيبي.- شكّ منهجي : مرحلي: يلتزم بمسلكيّة معيّنة ( الشكّ في الانطباعات الحسّية، في المعارف العقليّة و أخيرا في الوجود ذاته ). إرادي: يعكس رغبة في الحقيقة و اليقين. تعبير عن إرادة واعية. ليس بشكّ اضطراري، فهو غير انفعالي و نابع عن قرار واع و إرادي ( فيه عزم و تصميم و إرادة حرّة ). لا يعبّر عن الحيرة و الضّياع بل يعكس اتّجاه الذّات نحو الحقيقة و اليقين. غايته تأسيسيّة: بناء المعارف على أسس ثابتة و مستقرّة، بناء شجرة الحكمة أو الفلسفة. مكاسب النّص: § ارتقاء الشكّ من نقيض للحقيقة و لليقين إلى شرط منهجي لبناء المعرفة. ( تحوّله إلى منهج فلسفي قائم الذّات ). § التّأكيد على أنّ الحقيقة الفلسفيّة تقتضي تعويلا حرّا و مسؤولا على الذّات. ( تجاوز البداهة في شكلها السّلبي). |
|