sayedmadkoor مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414 العمر : 52 العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر المزاج : ادب وشعر وثقافه الدولـــة : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: حكايه الاسير القائد السبت 12 ديسمبر - 9:19:45 | |
| وُلد مروان البرغوثي في بلدة كوبر عام 1959 لأسرة بسيطة، عاش طفولة عادية في وضع اقتصادي واجتماعي صعب، كان والده فلاحا بسيطا ووضعه المالي شبه معدوم، وهو ما انعكس على تحصيله العلمي الذي كان بالغالب متوسطا. أكمل تحصيله الإعدادي والثانوي في مدرسة الأمير حسن الثانوية في قرية بير زيت، وكان يضطر للمشي من بلدته كوبر إلى بير زيت على الأقدام. لم يتمكن البرغوثي من إكمال تحصيله الثانوي كغيره من الطلبة فقد اعتُقل وهو في الصف الأول الثانوي في العام 1978، واضطر لإكمال دراسته داخل المعتقل؛ حيث أنهى شهادة الثانوية العامة "التوجيهي"، وبعد خروجه من المعتقل التحق بجامعة بير زيت في العام 1983 ليدرس العلوم السياسية. ثم بعد عودته إلى فلسطين التحق بقسم الدراسات الدولية في جامعة بير زيت ليحصل على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية. وكان موضوع دراسته عن العلاقات الفلسطينية الفرنسية ليصبح بعدها رئيسا لجمعية الصداقة الفرنسية الفلسطينية. تزوج البرغوثي من إحدى قريباته وهي محامية "من كوبر"، وله منها 6 من الأولاد والبنات.
عالم النضال بدأ البرغوثي يقتحم عالم النضال منذ نعومة أظفاره، فلم يكد عمره يقارب الرابعة عشرة حتى كان مطلوبا لقوات الاحتلال الإسرائيلي حيث كان يُستدعى باستمرار وبشكل دوري أسبوعي للتحقيق معه من قبل المخابرات الإسرائيلية بدأ نشاط البرغوثي في قيادة النشاطات الطلابية والمسيرات والاعتصامات يظهر بشكل بارز داخل المدرسة، وكان له صفة متميزة بالقيادة -كما يقول المقربون منه- ولهذا تم التركيز عليه خصوصا أن الانتماءات السياسية آنذاك كانت محدودة كان صعب المراس، ولم يتراجع عن الخط النضالي كما يقول نائل موسى زميل البرغوثي الذي عايشه منذ نعومة أظفاره، فإن المخابرات الإسرائيلية كانت تحقق مع البرغوثي لأتفه الأسباب، ويروي كيف أن مروان تمكن من استفزاز المحققين عندما سألوه ذات مره مع من تعمل قال لهم: "مع حالي"؛ فباشروا في تعذيبه.
الاعتقال الاول وأول اعتقال رسمي للبرغوثي كان في الخامسة عشرة من عمره حين وُجهت له تهمة عسكرية، وتضمنت التهمة المشاركة في صناعة المتفجرات وأنابيب ومواسير تحوي مواد ناسفة، وحكم عليه آنذاك بالسجن لمدة 4 سنوات.
مسؤول الشبيبة الطلابية وبعد خروجه من المعتقل والتحاقه بجامعة بير زيت أصبح البرغوثي مسؤول حركة الشبيبة الطلابية، ومن ثم انتخب رئيسا لمجلس الطلبة في العامين 1984 –1985 وتعرض البرغوثي أثناء دراسته الجامعية إلى الملاحقة، وفي إحدى المرات اعتُقل على أحد الحواجز الإسرائيلية أثناء حمله لبيانات سياسية، ولكنه تمكن من الهرب.
الانتفاضة الاولى وفي العام 1987 مع اندلاع انتفاضة الأقصى الأولى أصبحت جامعة بير زيت مسرحا للمظاهرات، ووقف البرغوثي في قيادتها، وبعد اعتقاله في ذات العام نُفي الى الأردن، ومن ثم إلى تونس. وخلال وجوده في الأردن استمر في نشاطه السياسي والوطني، وعمل على رعاية مبعدي وجرحى الانتفاضة و ضابط اتصال لمكاتب منظمة التحرير الفلسطينية بين عمان وتونس، وانتقل بعدها إلى تونس وعمل في إطار قيادة "م ت ف" (منظمة تحرير فلسطين) هناك.
ناضل من اجل السلام كانت النقلة البارزة في حياة البرغوثي بعد مؤتمر مدريد عام 1991، والتوقيع على اتفاقيات أوسلو عام 1993 فبعد عام من التوقيع على اتفاق أوسلو عاد البرغوثي إلى بلدته كوبر، وبدأ نشاطه السياسي حتى أصبح من أشد المروجين لأوسلو وفي مقدمة مطبعي –اتفاقيات السلام- فبدأ بالتقرب من اليسار الإسرائيلي ومجموعات السلام المختلفة بالدولة العبرية. ويرى المقربون منه أن إيمان البرغوثي بإمكانية أن يؤدي اتفاق أوسلو إلى إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967 هو السبب الذي دفعه إلى الانتقال للنضال السياسي وتأييد السلام؛ حيث وجد فيها الفرصة لتحقيق الشعار الذي طرحته حركة فتح بالكفاح المسلح حتى إقامة دولة على أراضي 1967
انتخابات التشريعي وفي العام 1996 خاض مروان البرغوثي انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، وفاز عن دائرة رام الله بعد صراع مرير مع د. مصطفى البرغوثي ولكن البرغوثي تمكن من تثبيت نفسه كعضو لأول برلمان فلسطيني منتخب، ولكن نتيجة لعدم اضطلاعه بأي دور تنفيذي في وزارات أو مؤسسات السلطة، وهو ما دفعه إلى توجيه الاهتمام لإعادة بناء حركة فتح وترميم هيكليتها، خاصة بعد الهزائم المتكررة التي مُنيت بها الحركة في الانتخابات القطاعية المختلفة على مستوى الجامعات والمعاهد والنقابات في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تاسيس التنظيم وبدأ العمل على بناء ما يُسمى –التنظيم- وفتح له مكاتب وأفرع عديدة، وتشير الأرقام إلى أنه تمكن من إضافة 4500 عضو جديد لحركة فتح بشكل رسمي خلال السنوات الثلاث الأخيرة
محاربة الفساد وفي العامين 1998-1999 أثار البرغوثي ملفات الفساد والبيروقراطية في مؤسسات السلطة، ووجه انتقادات لاذعة لرموز بارزة في القيادة الفلسطينية أدت أحيانا إلى وقوع صدامات ومواجهات مسلحة بين أعضاء التنظيم المدربين وأجهزة السلطة الأمنية.
انتفاضة الاقصى وحياة البرغوثي التي شهدت العديد من النقلات عادت من جديد لتمر في تغيرها الأخير: كانت البداية إبان حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك الذي رفض في العام 1999 تسليم 3 قرى فلسطينية محيطة بالقدس لسيادة السلطة الفلسطينية، حينها لمس البرغوثي أن أوسلو قد لا تقود إلى الدولة المرجوة، وتبعتها انتفاضة الأقصى في أيار -سبتمبر- 2000 التي قرر البرغوثي أن يشارك تنظيمه فيها بشكل بارز. وعند بدء الانتفاضة كان البرغوثي أحد أصحاب تيار واسع في الشارع الفلسطيني في تقييم الانتفاضة، فإلى جانب التيار الذي رأى بأن الانتفاضة هي مجرد ورقة يجب إيقافها في الوقت المناسب؛ لأنها ستؤدي إلى مأزق فلسطيني- فلسطيني، كان البرغوثي من أصحاب تيار يرى بالانتفاضة بديلا لخيار التسوية، وانعكس ذلك في آليات مشاركة حركته في الانتفاضة التي انتقلت من أسلوب النضال الشعبي إلى النضال العسكري وبدأ التحول النوعي في شكل العمليات التي تبنتها فتح وجناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى، وأيد البرغوثي بعكس آخرين داخل فتح والسلطة بتوسيع نطاق العمليات داخل الخط الأخضر.. لكن اسمه بدأ يدرج في قائمة المطلوبين لأول مرة قبل 7 شهور وبالذات بعد عملية وقعت في "بير نبالا" قرب القدس، وقتل فيها آنذاك قس مسيحي، وبعد إلقاء القبض على الخلية اعترف أفرادها بأن البرغوثي كان من سلمهم السلاح وأرسلهم لتنفيذ العملية ومنذ ذلك الوقت بدأ اسمه يُدرج بشكل متصاعد من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية.
محاولات الاغتيال وتطور الوضع إلى حد استهداف حياته حيث تعرض إلى محاولتين للاغتيال، كانت أولاهما بمحاولة أحد العملاء الذي استأجر منزلا قبالة مكتبه أن يستهدفه برشاش "إم 16"، والثانية حينما أُصيب كبير مرافقيه مهند ابو حلاوة.
المطلوب الاول وبعد الاجتياح الأخير لرام الله كان البرغوثي في صدارة قائمة المطلوبين لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وبعد نجاحه بالاختفاء لمدة 3 أسابيع تمكن الجيش الإسرائيلي من إلقاء القبض عليه في 15-4-2002 في ظروف ما زالت مجهولة.
محاكمات المحاكمة الاولى كانت في 14-8-2002 ووسط إجراءات أمنية مشددة وصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ المحاكم الإسرائيلية اقتيد مروان البرغوثي إلى تل أبيب حيث مثل أمام إحدى المحاكم لإبلاغه بالتهم الموجهة إليه وتتضمن التحريض على قتل عشرات الإسرائيليين. وفور دخوله قاعة المحكمة هتف باعلى صوته الانتفاضة سوف تنتصر وأضاف بالعربية والعبرية والإنجليزية "وحدهما السلام وإنهاء الاحتلال سيجلبان الأمن إلى الشعبين, إن الشعب الإسرائيلي يدفع غاليا ثمن سياسة حكومته وقال البرغوثي "لن تكسر إرادتنا نحن نناضل من أجل الحرية والاستقلال". وأضاف "كل العالم يعرف أن مروان البرغوثي يقاتل من أجل السلام, أنا رجل سلام والحل الوحيد هو قيام دولتين لشعبين ولن يكون هناك سلام قبل وضع حد للاحتلال". وأشار إلى أنه عانى كثيرا خلال التحقيق معه مؤكدا أن كل الأسرى مستعدون لدفع ثمن حرية شعبهم.. وعندما ضاق الحراس بتصريحات البرغوثي أخرجوه من قاعة المحكمة وأعادوه مرة أخرى قبل بدء الجلسة. من ثم ارجأت المحكمة الاسرائيلية الجلسة الى 5 ايلول
المحاكمة الثانية في 6-9-2002 مثل القائد مروان البرغوثي أمام محكمة في تل أبيب, وتليت عليه الاتهامات الموجهة إليه وسط أجواء من البلبلة والفوضى أثارها متطرفون يهود اعتدوا على عائلة البرغوثي وعلى العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي. ورفض البرغوثي تسلم لائحة الاتهام قائلا إن هذه المحكمة ليست لها صلاحية لمحاكمته وإنها تمثل الاحتلال "الذي يعمل بشكل منهجي للقضاء على الشعب الفلسطيني". وأضاف بالعبرية "جئتم بي إلى هنا بالقوة، لا أريد اتهاماتكم"، وعندما قام أحد المحامين يعلن عن تمثيله للبرغوثي رفض مروان ذلك وقال لرئيسة المحكمة سارة سيرتا إنه قادر على تحديد مصيره ولا يريد من يعلمه مصلحته. | |
|