sayedmadkoor مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414 العمر : 52 العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر المزاج : ادب وشعر وثقافه الدولـــة : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: حكايات مصريه من ليله عيد الميلاد الأحد 9 يناير - 10:42:53 | |
| فى الوقت الذى امتلأت فيه شوارع شبرا بالمظاهرات للتنديد بحادث كنيسة القديسين، فى الإسكندرية، أطلت سيدتان من شرفة أحد المنازل، تنظران باستغراب شديد لما يحدث فى الشارع، تتناقشان حول لافتات الوحدة الوطنية وصور الهلال مع الصليب، كأنهما بعيدتان كل البعد عما يحدث، تتشاركا فى تناول الفاكهة وسط ضحكات يتخللها حديث جانبى «إيه موضوع المسلمين والمسيحيين ده، هو فيه مسلم خاصم مسيحى أو العكس»، إحداهما تكبر الأخرى بسنوات، وإن كان هذا ليس الفرق الوحيد بينهما، فأثناء المظاهرة طلبت «عائشة» من ابنتها أن تناولها «الطرحة» لتقف فى الشرفة، بينما وقفت «إيفون» بجوارها يتدلى من رقبتها صليب كبير.عشرات السنين هى عمر صداقة إيفون وعائشة، جارتان لا يفصلهما عن بعض سوى درجات سلم طابق واحد، غالباً ما تكثر عليه حركة الأبناء صعوداً وهبوطاً، حضرت «المصرى اليوم» ليلة عيد الميلاد معهما، لترصد أجواء استعدادات البيتين للعيد، فعندما بدأت إيفون تحضير طعام الإفطار، انتهت عائشة من إعداد الغداء لأسرتها باكراً حتى تترك المجال لجارتها التى تستعين بمطبخها فى هذا اليوم، ورغم أنه ليس حالة استثنائية، إلا أنها تستعد له بشكل أكبر، لعلمها بأنه اليوم الذى ينتظره الأقباط للإفطار على اللحوم والطيور بشكل كبير.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تقف إيفون فى مطبخ جارتها تحضر «صينية رقاق»، بينما تقف بجوارها عائشة، تغسل الأطباق والأدوات التى استخدمتها، تطلب الأولى «حلة» كبيرة لسلق الدجاج بها، وتضعها على النار وتصعد دقائق لتطمئن على باقى الطعام، بينما تظل الثانية واقفة بمطبخها تتابع «الرقاق» وتغير مكانه بين الحين والآخر ليكون كامل الطهى داخل الفرن.لحظات وتقترب الساعة من الخامسة، تترك إيفون منزلها وتمر على جارتها فتقول «ماتنسيش يا عائشة تطلعى بعد ربع ساعة عشان تطفى البوتاجاز عندى على ما يكون الأكل استوى، أنا نازلة ومش هتأخر»، تغلق عائشة بابها وكأنها اعتادت سماع تلك الجملة فى هذا الوقت تحديداً وتقول «معاد القداس قرب، وهى ذهبت إلى الكوافير عشان تلحق تعمل شعرها وتيجى تلبس لبس العيد وتروح مع ولادها وزوجها القداس»، تمر دقائق تقسم فيها عائشة جهودها بين المطبخين، وبمجرد أن تنتهى من مهمتها يأتى بيشوى، ابن إيفون ليسألها عن رأيها فى «لبس العيد» فتحذره من برودة الجو وتطلب منه ارتداء «جاكت» أو «كوفية».يمر الوقت وتأتى إيفون من مشوارها، تأخذ طعامها بمساعدة ابنة جارتها وتصعد إلى منزلها، وبمجرد انتهائها من الاستعداد للذهاب للقداس، تعود لمنزل عائشة لترتاح من عناء اليوم باحتساء كوب من الشاى وتناول الفاكهة، وبمجرد سؤالهما عن رأيهما فى أحداث الإسكندرية، تلتقط كل منهما الكلمات من الأخرى لتعبرا عن مدى أسفهما لما حدث.وأثناء مشاهدتهما التليفزيون الذى رفع شعار «الهلال مع الصليب» فى أغلب قنواته، تتبادلان النكت عن المسلمين والمسيحيين، فتعلو أصوات الضحكات نفسها من كلتيهما، ولا تختلفان إلا فى طريقة إلقاء النكات.
عدل سابقا من قبل sayedmadkoor في الأحد 9 يناير - 10:51:34 عدل 1 مرات | |
|
sayedmadkoor مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414 العمر : 52 العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر المزاج : ادب وشعر وثقافه الدولـــة : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: رد: حكايات مصريه من ليله عيد الميلاد الأحد 9 يناير - 10:44:13 | |
| رحلة «أسرة مسلمة» لكنائس شبرا لتهنئة جيرانها المسيحيين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وسط إجراءات أمنية مشددة أمام كنيسة مار جرجس «الجيوشى»، ظهر رجل مسن وزوجته المحجبة بخطوات بطيئة، اقتربا وحاولا الدخول كبقية القادمين، وبمجرد عبورهما البوابات الإلكترونية بدآ يمران بين الحضور، راسمين على وجهيهما ابتسامة بسيطة، رافعين يديهما ورأسيهما للجميع ومرددين بحماس وحب: «كل سنة وأنتم طيبين»، قبل أن تنتهى مسيرتهما داخل الكنيسة، بإشعال شمعة أمام صورة للسيدة مريم العذراء.«جئنا نعيّد على جيراننا ونحضر معهم القداس».. ببساطة رجل مصرى مسن، قالها «محمد الحسينى» لـ«المصرى اليوم» ونظر إلى زوجته شادية خطاب مبتسماً.لم يكترثا لبرودة الجو وكبر سنهما، ولكنهما حرصاً على الحضور لتهنئة جيرانهما ــ فعلى حد قولهما ــ كل جيرانهما أقباط، وهما الأسرة المسلمة الوحيدة بالبيت، حيث قال الزوج السبعينى: «مالناش بركة غير جيرانا، بقالنا أكتر من ٣٠ سنة مع بعض لم نر منهم إلا كل خير، فطبيعى إننا نيجى نشاركهم العيد السنة دى تحديداً عشان نكون جنبهم، ولو حصل حاجة يعرفوا إننا معاهم.. يا نعيش سوا يا نموت سوا». تلتقط شادية خيط الحديث من زوجها وتقول: «إحنا لسه جايين من كنيسة العذراء عشان مش كل جيرانا بييجوا الجيوشى، عدينا عليهم برده عشان ماحدش يزعل». وبسؤالها عما إذا كان مرورهما على الكنائس يحدث كل عام أم أنها استثنائية، قالت: «كنا زمان بنروح القداس كل عيد، لكن مع كبر السن مابقيناش نروح كتير، لكن السنة دى كان لازم عشان يعرفوا إن لو حصل حاجة هنكون معاهم، وعشان اللى قاصد يعمل كده فيهم يعرف إننا مسلمين ومسيحيين مع بعض، شبرا دايماً كده، بنصحى على جرس الكنيسة ونعمل الكعك مع بعض.. عمرنا ما سمعنا عن مسلمين ومسيحيين هنا، كلنا جيران وإخوات». | |
|
sayedmadkoor مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414 العمر : 52 العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر المزاج : ادب وشعر وثقافه الدولـــة : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: رد: حكايات مصريه من ليله عيد الميلاد الأحد 9 يناير - 10:45:43 | |
| أسرة «ناروز عياد» وجيرانه المسلمين من «عزبة النصر» إلى كنيسة «الملاك روفائيل» لحضور القداس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لم يكن الاستعداد لذلك اليوم كغيره من الأيام، فها هو بعد انتظار دام ٤٣ يوما كانوا يقيمون خلالها شعائر عبادتهم من صيام وصلاة، يبدأون فى الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بتجهيزات غير عادية بالنسبة لهم، فتقصد الأم السوق الكبيرة المجاورة لمنزلها بعزبة النصر فى حى البساتين، تحمل ما لذ وطاب من الطيور واللحوم لتبدأ وابنتها الصغرى إعداد وجبة الإفطار التى يتناولونها مع دقات الثانية عشرة ليلا.ثلاثون عاما كاملة قضاها ناروز عياد «٦٦ عاما» وأسرته، فى تلك المنطقة وسط جيرانه من المسلمين، جميعهم يحرصون على معايدته فى ذلك اليوم، فما بين الحين والآخر يدق بابه ليجد أحدا من جيرانه يقدم له التهنئة، وهو شىء اعتاده عياد وأسرته، فجميع من حوله يعرفون جيدا أيام عيده ويحرصون على تقديم التهانى ومشاركته وأسرته فرحتهم بالعيد.للعيد مذاق مختلف بالنسبة لتلك الأسرة، فمنذ أن زوّج عياد بناته الست أصبحت فرحته بالعيد هى أن تذهب زوجته بالهدايا والمعايدات إليهن قبل بدء الصلوات فى تلك الليلة بساعات حتى تكتمل فرحته، فعلى حد قوله: «عندى سبع بنات وولدين.. منهم ٦ اتجوزوا، وكل عيد لازم أمهم تروح تعيد عليهم قبل العيد بساعات علشان أحس بفرحة وأحس إنهم لسه معايا».طقوس العيد اختلفت هذا العام عن باقى الأعوام حرصا من الأسرة على التضامن مع أسر ضحايا كنيسة القديسين فى الإسكندرية، فلم يشتر الأب ملابس العيد لأى من أولاده كما كان يفعل من قبل، ولم تهتم الأسرة بصناعة الكعك والبسكويت الذى تحرص عليه كل عام: «السنة دى ما عملناش كحك ولا اشترينا لبس.. الفرحة مش كاملة عشان اللى حصل فى الإسكندرية».عياد يحمل بداخله فرحة أخرى كان يسعى لها طوال عمره، فابنه سامح، البالغ من العمر ٢٠ عاما، بجوار دراسته بكلية الحقوق- جامعة القاهرة- يدرس تعاليم دينه، وأصبح شماساً بكنيسة الملاك روفائيل بالمعادى الجديدة، وصار يحفظ عن ظهر قلب الألحان والترانيم التى يؤديها فى الكنيسة، وهو الأمر الذى يشعر معه الأب بفخر لا يضاهيه شىء آخر بقوله: «سامح ابنى شاطر وقدر يبقى شماس وهو فى الإعدادية.. بافتخر كده قدام الدنيا كلها إن ابنى شماس فى الكنيسة».يجلس سامح فى غرفته التى حرص على أن يزينها بصور العذراء مريم وصلبان مختلفة تعلو منضدة تتوسط المكان، فى انتظار تلك اللحظة التى يذهب فيها إلى الكنيسة لتأدية الصلوات، لكنه اليوم لن يكون شماسا لظروف يصفها سامح بالصعبة: «كان نفسى أحضر القداس كشماس.. لكن صعب علىّ قوى خاصة إن عندى امتحانات فى الكلية وسيصعب علىّ الالتزام بوقت الصلاة كلها فسأحضر جزءا منها وأعاود المذاكرة».رحلة سامح لكى يصبح شماسا ليست بالسهلة فكما يقول: «لازم نحضر حصص دينية فى الكنيسة ونحفظ كل الألحان وبعدها بنمتحن، وكل اللى بينجح بيبقى شماس»، وللشماس دور آخر إلى جانب كونه يحفظ الألحان ويرددها فلديه خدمة دائمة يؤديها بعد كل صلاة يقوم خلالها بتعليم الصغار دينهم ويساعدهم فى حفظ الألحان الدينية.تظل نسمة «٢٢ سنة»، الابنة الصغرى لعياد فى «مطبخ» المنزل تتجول بين أوانى الطبخ المختلفة لتتأكد من اكتمال نضجها، فرغم أن لديها «بوتاجاز ٣ عيون»، إلا أنها استعانت بشعلة إضافية لتساعدها على إعداد الطعام، تقول نسمة: «النهاردة عيد.. بنعمل فراخ ولحمة وبسلة ورز، نستمر فى تجهيز الأكل من الصبح»، تلتزم نسمة بزيارة الكنيسة فى العيد وتشارك فى الاحتفالات التى تقيمها الكنيسة للصغار والكبار، إلا أنها هذا العام لم تستطع المشاركة فى الاحتفالات بسبب حادث الإسكندرية، فكما تقول: «كل سنة كنا بنروح نشارك فى احتفالات الكنيسة.. والسنة دى كنا هنعمل حفلة كبيرة للأطفال وللكبار بس كل دى احتفالات ألغتها الكنيسة بعد التفجيرات اللى حصلت والشهداء اللى راحوا ضحية الحادث».مشاركة المسلمين لعياد فرحته أمر طبيعى فلا ينسى وقوفهم بجواره فى كل مرة كانت تتزوج فيها إحدى بناته، لكن هذا العام الأمر اختلف كثيرا فأصدقاؤه المسلمون الذين لم يزوروه فى الكنيسة إلا لحضور زفاف بناته فقط، قرروا أن يشاركوه فرحته بالعيد ويقفوا بجواره أثناء حضوره القداس المجيد، فقبل أن يذهب عياد وابنه إلى الكنيسة، حرص شحاتة محمد «٤١ عاما»، أحد جيرانه على الحضور إليهم والانتظار معهم لحين الانتهاء من تأدية الصلوات، وهو ما اعتبره عياد أمرا عاديا فهى الروح التى اعتادها من جيرانه، إذ لا ينسى تلك الليلة التى مرض فيها ابنه الأصغر ميلاد فما كان من جاره محمد عبدالله، إلا أن حمله على كتفه وصار يجرى به نحو المستشفى وهى أشياء يراها عياد عادية، فكما يقول: «الجار هنا أكتر من الأخ ولو حصلى حاجة هما أقرب لى من أى حد تانى، ودايما بنقف جنب بعض»، العلاقة الطيبة بين عياد وجيرانه دفعته للقول: «مهما دار بينا إحنا إخوات فى الآخر، وعمرى ما حسيت إنى غريب عنهم، ودايما بلاقيهم جنبى فى حزنى قبل فرحى».يستعد الأب للخروج من المنزل فى طريقه إلى كنيسة الملاك روفائيل بمجرد أن تقترب الساعة من السابعة مساء، يصطحب معه ابنه سامح وجاره شحاتة، ليقطعوا طريقا طويلا غير ممهد داخل العزبة، تمهيداً لاستقلال وسيلة مواصلات تنقلهم إلى الكنيسة بمنطقة المعادى الجديدة، ٣٠ دقيقة ويصل الأب وابنه وجاره إلى الكنيسة كل منهم تملؤه فرحة العيد، وبمجرد وصولهم إلى باب الكنيسة يقابلون حواجز أمنية تحاصر المبنى، وعدداً كبيراً من رجال الأمن يتحققون من شخصيات الوافدين، لكنها اللحظة التى يقف فيها جار عياد بعيدا عنه، حيث منعه رجال الأمن من الدخول لمدة دقائق لحين السماح له بالدخول بعد استئذان كاهن الكنيسة، دقائق معدودة ويدخل الجميع يتذكرون أحداث كنيسة القديسين، ويقفون دقائق معدودة حدادا على أرواح ضحايا الحادث، أمام لوحة سوداء كبيرة تصدرت مدخل الكنيسة دونت عليها كلمات موجهة إلى الشهداء منها: «أحباؤنا شهداء كنيسة الإسكندرية.. مع المسيح ذلك أفضل جدا»، كما حملت لافتة أخرى إشارة إلى أن عام ٢٠١١ هو عام المحبة، لم يخل المشهد من الشموع التى أضيئت أسفل اللوحات كنوع من الوفاء لهؤلاء الضحايا. وقف «عياد» ومن معه يدعون بالمغفرة للضحايا، وقال أحدهم: «هؤلاء شهداء وأى حد يتمنى يموت شهيد.. هم فى منزلة الشهداء، ولو الناس اتعظت عمرها ما هتفكر تؤذى حد».يحتشد الأب وابنه وسط مئات المسيحيين، الذين قرروا حضور القداس، منهم من حرص على حمل باقات ورود، ومنهم من أضاء شمعة أسفل لوحة العذراء مريم التى تتصدر مدخل الكنيسة على اليمين واليسار، بين الواقفين يبقى عياد للحظات أمام لوحة العذراء فى خشوع، يتضرع إلى الله ويقيم الصلاة، وآخرون يحاولون أن يلمسوا جدار اللوحة طالبين منها الشفاعة لدى الرب.دقائق ويلتزم الجميع بأماكنهم داخل الكنيسة يقفون فى خضوع لسماع الألحان الدينية، ومنهم من حفظها عن ظهر قلب، وأخذ يرددها مع الشماسين والكهنة وسط عطور ظلت تفوح من المكان وأدخنة متطايرة طبعت على المكان بروحانية عالية بات يشعر بها كل القائمين على الصلوات.لا يخلو المشهد من وقوف أحد الكهنة أمام صورة العذراء يحمل فى يده الشموع يضيئها، ويظل يردد الدعاء فى هدوء ويدخل إلى هيكل إقامة الصلوات فيلتقى العديد من المواطنين الذين يقبلون يديه ويسلمون عليه ويطالبونه بالدعاء لهم.كاهن آخر يخرج إلى الحاضرين فيقتربون منه فى حب وألفة ويتقربون إليه ويطلبون منه الدعاء لهم، لكن أحدهم آثر أن تلمس يد الكاهن رأسه، ويدعو له حتى يشعر ببركة الرب، لحظات ويعود الكاهن إلى الهيكل، وهو المكان الذى تذاع فيه ألحان الصلاة. كنيسة الملاك روفائيل التى حوصرت برجال الشرطة من كل مكان، وسمحت لدخول المواطنين الذين يحملون بطاقات الرقم القومى، كانت فى استقبال دائم طوال الليلة للمسيحيين الوافدين من كل مكان فالتزمت السيدات بالجانب الأيمن من قاعة الاحتفال، والتزم الرجال بالجانب الأيسر، لكن إقبال المواطنين على الكنيسة دفع عدداً غير قليل إلى الوقوف فى جوانب الكنيسة لسماع الألحان وإقامة الصلوات، وحرصت السيدات بمختلف أعمارهن على تغطية رؤوسهن خشوعا وتضرعا إلى الله تعالى، وهو ما اعتبره جورج فهيم، خادم الكنيسة، أمراً طبيعياً فهو مكان التعبد، وينبغى أن يكون المرء فى كامل احتشامه وتضرعه إلى الله. قال جورج إنه يتطوع للعمل كخادم لكل الوافدين إلى الكنيسة ويسعى لتعليم الصغار دينهم.لم يخل المشهد من وجود أطفال رضع وصغار فى مراحل عمرهم الأولى، الأمر الذى دفع بكاهن الكنيسة إلى توجيه الأمهات اللاتى يحملن رضعاً إلى سماع الألحان داخل قاعة الاستماع، حتى لا يؤثر ضجيج الصغار وبكاؤهم على خشوع الواقفين لتأدية الصلوات.قبل أن يبدأ الكاهن إلقاء العظة على الأقباط، التى كان عنوانها «المحبة والسلام وعام المحبة»، توافد عليهم وفد من المسلمين على رأسهم المهندس أكمل قرطام، وحشمت أبوحجر، عضوا مجلس الشعب عن دائرة البساتين ودار السلام، وعدد من أعضاء المجلس المحلى تضامنا معهم، ومشاركة وجدانية منهم للأقباط فى عيدهم، تنتهى الصلوات، ويبدأ الجميع فى تناول «الجسد والدم» وهى عبارة عن خبز وعصير عنب تعد من «وسائط النعمة» من أجل تقرب الإنسان إلى ربه.خرج عياد ومن معه وسط مئات المسيحيين فى طريقهم إلى منازلهم من أجل تناول وجبة الإفطار، وبداية احتفالاتهم العادية من تبادل زيارات، وخروج إلى المتنزهات ورحلات قصيرة، تقتصر أمنيات عياد على أن يظل السلام والود سمات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين دون أن يعكر صفوها أحد. | |
|
sayedmadkoor مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414 العمر : 52 العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر المزاج : ادب وشعر وثقافه الدولـــة : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: رد: حكايات مصريه من ليله عيد الميلاد الأحد 9 يناير - 10:47:21 | |
| حمدى ورامز.. حلم «عناق الحجاب للصليب» لم يتحقق فى القداس بعد رفض الأمن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مع دقات الساعة السادسة مساء يوم ٦ يناير الجارى، بدأ تحضير نفسه وطلب من زوجته أن ترتدى زيها الأنيق، وطرحة مزركشة، أما ابنه الصغير فقد حضر من عمله مبكراً وارتدى أيضاً ملابس أنيقة ، فعائلته تستعد لحضور قداس عيد القيامة، مع عائلة صديق عمره، الذى يستعد وأسرته للذهاب إلى الكنيسة.٢٥ عاماً هى عمر العلاقة التى جمعت بين حمدى يوسف أحمد «٤٧ عاماً»، ورامز رؤوف «٤١ عاماً»، عاشا خلالها فترة شبابهما جنباً إلى جنب، وتعرضا خلالها للعديد من المواقف، التى لم يتذكرا خلالها سوى حق الصداقة.تقابلت الأسرتان فى الشارع، أمام كنيسة الملاك، فى أحد الشوارع الجانبية من شارع طوسون بمنطقة روض الفرج فى شبرا، لحضور القداس الذى حلمت الأسرة المسلمة بحضوره منذ زمن بعيد ووجدت فى هذا العام الفرصة السانحة لحضوره، وإثبات روح الأخوة والمحبة بينهم وبين الإخوة المسيحيين، الذين فرحوا من جانبهم بهذه المبادرة لحضور القداس متمنين أن يرى العالم الغربى مشهد الحجاب إلى جانب الصليب فى صف واحد.سرعان ما تلاشت كل هذه الآمال بعد أن وقفت الأسرتان للتفتيش أمام الكردون الأمنى، وأخذ أفراد الأمن يفتشون الأسرة المسيحية ويفحصون بطاقاتهم الشخصية، ومنعوا الأسرة المسلمة من الدخول.وقال حمدى: «جئت وغيرى من المسلمين لنقف إلى جوار إخواننا المسيحيين، حتى تطمئن قلوبهم ويفرحوا بعيدهم، إيماناً منا بتوحيد المصير، إلا أننا فوجئنا برجال الأمن يمنعوننا من الدخول بحجة أنها إجراءات أمنية، رغم أن الحكومة دعت الناس للتواجد فى الكنائس وأطلقت حملة (معاً نصلى)، فلماذا تطلب منا شيئاً ثم تمنعنا منه بعد ذلك».عادت أسرة «حمدى» وغيرها من الأسر، التى وقفت على باب الكنيسة فى انتظار الدخول إلى بيوتهم وقد ملأهم الاستسلام للرفض، خوفاً من أن يحدث شىء، يتهمون فيه بالباطل.ليلة عيد الميلاد ذات طابع خاص، يعود منها الفرد بعد أن يكون قد تعب من الوقوف فى الصلاة والترانيم، لذلك يفضل معظم المسيحيين أن تكون ليلة أسرية خاصة، فتعد ربة المنزل الطعام والحلوى لتفطر بها الأسرة بعد الصيام وسرعان ما ينامون بعد ذلك.بعد الأحداث التى هزت الأجواء والمشاعر المصرية بمسلميها ومسيحييها، بسبب حادث كنيسة «القديسين» فى الإسكندرية ليلة رأس السنة، قرر «رامز» أن يستضيف أسرة صديقه فى منزله ليشاركوه الإفطار وبدأ عيده فى جو أسرى لا يخلو من الضحك والسخرية من الادعاءات الخارجية التى تدين الإسلام بارتكاب العمليات الإرهابية.وقال «رامز»: «شبرا دى معقل المسيحيين فى مصر، وكل بيت مسلم لا يخلو منه مسيحى، والعكس كل بيت مسيحى تجد فيه على الأقل ساكناً مسلماً، وعمرنا ما حسينا بالغربة أو الاحتقان أو الكره لإخواننا المسلمين، وآخر شىء نتكلم فيه هو حديثنا عن الديانة».وأضاف: «حمدى أخى الذى يصلى فى الجامع وأنا أصلى فى الكنيسة، حيث رافقنى طوال ٢٥ عاماً فهو يعمل فى تجارة الجملة ومحله ملاصق للمحل الذى اشتريته فى الفترة نفسها، كل يوم نتقابل فى العاشرة صباحاً ونجهز الإفطار فى المحل ونلم بعضنا مسلمين ومسيحيين وبيننا مشايخ أيضاً نفطر جميعاً ولا نعرف مين فينا اللى دفع الحساب، وفى منتصف الليل نغلق محلاتنا ونودع بعضنا البعض بالضحك والنكات على أمل أن نتقابل فى اليوم الذى يليه».وتابع رامز :«لم يخلُ مشوارنا من الأحزان والمواقف النبيلة، فعندما مات والدى وقف معى حمدى حتى انتهيت من إجراءات الدفن ونقل والدى من المستشفى إلى المقابر، وكان فى أول صفوف العزاء يستقبل الناس وكأن والده هو الذى توفى».من جانبه قال حمدى: «رامز لديه نسخة مفتاح شقتى، وهو الوحيد الذى أأتمنه على بيتى ومالى وأسرتى، لم يتركنى فى أى واجب، فعندما تعرض ابنى شادى (٢٥ عاماً)، لحادث تصادم سيارة على الطريق كان هو أول من حضر إلى المستشفى بعد أن أغلق محله، وعندما أُجريت لابنة أخى عملية المرارة وطلب منا الأطباء توفير أكياس دم جاء إلى المستشفى ومعه ٣ من أقاربه وتبرعوا لها بالدم».وأضاف حمدى: «عندما آخذ إجازة المصيف وأسافر إلى رأس البر يتصل بى فى العاشرة من كل صباح وهذا موعد إفطارنا معا كى يطمئن علىّ ويسألنى إن كنت أفطرت أم لا، ويوم الجمعة وأثناء الصلاة نخرج جميعاً ونترك المحلات فى حراسة رامز حتى نصلى ونعود».وتابع: «حتى الأعياد لابد أن نتقابل فيها ونأكل الفتة واللحمة والكحك والبسكويت سواء فى عيدنا أو عيدهم، أول يوم العيد لازم نتجمع نترك بيوتنا وأبناءنا كى نأكل طعام العيد مع بعضنا البعض، لكن هذا العام قررنا أن نحتفل بالعيد فى جو أسرى أكثر حميمية».وقال حمدى: «العلاقة بين المسيحيين والمسلمين لا تحتاج إلى يد خارجية تحمى الأقباط، فأمريكا التى تطالب بحماية المسيحيين من المسلمين فى مصر، هى التى كانت تساند إسرائيل عام ١٩٦٧ لتضرب مصر وما حدث من ضرب لمدرسة بحر البقر، كل هذا حدث للشعب المصرى والضرب والاحتلال لم يفرق بين مسلم ومسيحى».وأثناء حديث الاثنين كانت زوجتاهما تحضّران الطعام فى المطبخ، ورغم صغر حجم المطبخ إلا أنه اتسع لهما، حيث أخذت إحداهما تغرف الأكل والأخرى تنقله إلى المائدة.«أم تامر» و«أم سامر» أخذتا تتحدثان عن الأكل ومقاديره وكل منهما تعطى نصيحة للأخرى وعزمت كل منهما أن تدخل على شبكة الإنترنت وترسل الى الأخرى أحدث الوصفات والنكهات للطعام.كانت المائدة مليئة بالدجاج واللحم والرومى والحمام، أكلت الأسرتان، ثم تناولتا الحلوى ثم سلم أفراد الأسرتين على بعضهم البعض وتبادلوا التهانى بالعيد، وعادت أسرة »حمدى« إلى منزلها فى الثانية بعد منتصف الليل، وقرروا أن يقضوا ليالى الأعياد مع بعضهم البعض. | |
|
sayedmadkoor مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414 العمر : 52 العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر المزاج : ادب وشعر وثقافه الدولـــة : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: رد: حكايات مصريه من ليله عيد الميلاد الأحد 9 يناير - 10:48:30 | |
| مسلمو ومسيحيو القرصاية و«بين البحرين» إخوة فى الرضاعة وشركاء فى الدفاع عن الأرض [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بين شاطئى المعادى والجيزة، تقع جزيرتان صغيرتان فى نهر النيل، تعايش أهلها مع المناظر الخلابة والطبيعة الساحرة بعيداً عن تلوث المدن ومشكلاتها، أشياء كثيرة جمعت بين الفلاحين فى جزيرتى القرصاية وبين البحرين، الكفاح المشترك ضد محاولات الحكومة طردهم من الأرض، البساطة الواضحة فى بيوت الطين التى يسكنونها، والعلاقات الصافية بين مسلميها ومسيحييها التى تجاوزت الجيرة فى الأرض إلى الاشتراك فى الرضاعة وحليب الأمهات. فى جزيرة القرصاية، نموذج بسيط لتعاون وتعايش بليغ بين أبناء الجزيرتين، عززها دور المثقفين المقيمين فى الجزيرة، وفى مبادرة مشتركة، قام الفنان التشكيلى محمد عبلة، المقيم فى الجزيرة بالتعاون مع سكانها بتنظيم رحلة نيلية رمزية لتهنئة جيرانهم فى الجزيرة.تخدم كنيسة مارجرجس فى جزيرة «بين البحرين» المسيحيين فى هذه الجزيرة وجارتها «القرصاية»، يبلغ سكان الجزيرتين أكثر من ٥ آلاف نسمة. يقول محمد عبلة: طوال إقامتنا فى الجزيرة لاحظنا عمق العلاقة بين البسطاء الذين يعاون بعضهم البعض فى حرث الأرض، والحصاد، ولا شىء يعكر صفو العلاقة التى كانت أساساً للوقوف معاً ضد محاولات اغتصاب أرض الجزيرة وطرد أهلها منها، مشيراً إلى أن الزيارة «تقليد سنوى يقوم به الأهالى وقررت أنا وبعض المثقفين تدعيمه، ودعوت بعض المثقفين لحضوره تأكيدا لوحدة المصريين».وسط الظلام كانت أكواب الشاى ترشف استعداداً لزيارة وفد من كبار عائلات مسلمى القرصاية لإخوانهم فى الجزيرة المجاورة. العمدة ماهر يوسف إبراهيم جمعة، يحمل بضعاً وخمسين سنة على عارضيه، لكنه اعتاد، منذ ولادته فى جزيرة القرصاية، على زيارة جيرانه المسيحيين فى جزيرة بين البحرين فى الناحية القبلية من النيل، باستمرار يفاجئك العمدة بما هو أكثر من العلاقات الحميمية بين الجانبين يقول ماهر «إحنا مش بس جيران ومافيش ما بينا فرق، أنا لى إخوات فى الرضاعة وأهلية واحدة»، لا يعطيك فرصة للاستفسار ويضيف: «المقدس لولو والمقدس رزق غالى، وإبراهيم عبدالله أولاد خالى فى الرضاعة، أمى رضعتهم وأنا رضعت من المقدسة أم بحبح، ويوم ما ماتت المقدسة أم لولو ماحدش عيط عليها زيى» ويقول: «مافيش بينا اللى بيحصل فى إسكندرية ده، دول أخوالى، واتربينا فى بيوت بعض».يحتضن ماهر إلى جواره جاره فى القرصاية عم ملاك رزق صالح ميخائيل، ويذكره بأحداث القرصاية الشهيرة التى انتهت ببقاء الفلاحين فى أرضهم بعد حصولهم على حكم من محكمة القضاء الإدارى، ويسأله وهو أعلم بالإجابة «مين اللى كان واقف للحكومة ساعة ما كنا بنصلى الجمعة فى الاعتصام، وبيحمى ظهورنا»، يجيب ملاك «إحنا، ده الواد يونان جاب ــ لا مؤاخذة ــ الحمارة بتاعته، عشان ينقل عليها الطوب والزلط لما كنا بنبنى الجامع».لحظات وينضم للحديث الروائى الكبير إبراهيم عبدالمجيد وحرمه، جاء عبدالمجيد تلبية لدعوة الفنان محمد عبلة كمشاركة رمزية للفنانين لسكان الجزيرتين فى احتفالهم بالعيد، وعن زيارته قال: «فضلت مشاركة أهالى القرصاية على حضور القداس الكبير فى الكاتدرائية حتى أرى كيف يتعايش البسطاء»، دار حديث حول التغيرات التى طرأت على المصريين قبل أن يتوجه الجميع للمركب ومنها للجزيرة المجاورة، يتحدث عبدالمجيد بحسرة عن روايته «لا أحد ينام فى الإسكندرية»، لأن الإسكندرية التى عرفها فى شبابه لم تعد كما حكاها فى روياته «وغلفها التعصب الذى راح ضحيته ٢١ من المصريين».انطلق المركب إلى جزيرة بين البحرين، وخلال ١٠ دقائق كان فى استقبالها عم عزيز وعبدالمنعم المراكبى، الذين جاءوا لاصطحاب الركاب إلى القمص مقار، راعى الكنيسة، رست المركب ونزل ١٥ من الأهالى والفنانين، وعلى باب الكنيسة دار نقاش طويل مع الأمن الذى رفض دخول الزائرين لأسباب أمنية، وبعد طول نقاش سمح لثلاثة فقط بالدخول، بينهم عم ماهر والطبيب محمد مصطفى المقيم فى الجزيرة.دق جرس الكنيسة معلنا بدء القداس، وعاد العمدة ماهر بعد تقديم التهنئة لإخوانه فى الرضاعة رزق غالى والمقدس لولو، ووزع الحلوى التى جاء بها محمد عبلة على أطفال الكنيسة، وعاد الجميع أدراجه بعد زيارة لم تكتمل لكنيسة مارجرس فى جزيرة بين البحرين، لكن الهدف منها تحقق، كما قال منظموها. | |
|
sayedmadkoor مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414 العمر : 52 العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر المزاج : ادب وشعر وثقافه الدولـــة : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: رد: حكايات مصريه من ليله عيد الميلاد الأحد 9 يناير - 10:49:53 | |
| خطة ١٥ طالب ثانوى لتأمين أصدقائهم المسيحيين فى كنيسة بعين شمس
كيرلوس ومينا وفادى وأبانوب، هم الأصدقاء المقربون لإسلام وأحمد وخالد وعلى، جميعهم طلبة فى الصف الأول الثانوى، تجمعهم مدرسة واحدة فى منطقة عين شمس، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اعتاد المسيحيون منهم فى مثل هذه الأيام من السنة شراء الملابس الجديدة والتحضير لليلة عيد الميلاد، ولكن هذا العام مختلف، فقد جاء حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية ليقلب كل الموازين، ويعكر صفو فرحتهم، فمنذ حدثت تلك الفاجعة لا حديث لهم سوى عن مشاعر الحزن والألم التى تعتصر قلوبهم، سؤال هز قلب الجميع طرحه «مينا» على أصدقائه المسلمين: «لو رحت الكنيسة وحصلى حاجة هتزعلوا عليا بجد»، ردوا عليه بضربة حميمية وجهوها إلى كتفه قائلين: «عيب يا شقيق هو فى حد يقدر يقربلك وإحنا معاك»، وبعدها قرر ما يقرب من ١٥ طالباً من أصدقائه أن يرافقوا أقرانهم المسيحيين إلى كنيسة العذراء والملاك ميخائيل بمنطقة أحمد عصمت، بل رسموا ما سموه خطة حماية، وعلى طريقتهم الصبيانية، كانت أولى خطواتها أن يتجمع بعضهم ويقفوا أمام باب الكنيسة ويشكلوا دروعاً ليحموا أقرانهم، أما بقيتهم فعليهم أن يتوزعوا فى الشوارع الجانبية لرصد أى حركة غريبة أو شخص يبدو عليه أمر غير طبيعى، ليتوجهوا بعدها إلى رجال الأمن الذين يحاصرون الكنيسة ويبلغوهم بالأمر. فى أجواء أمنية مشددة بدأ القداس وملأت أصوات الترانيم أركان الكنيسة، وتوافد الآلاف من المسيحيين للاحتفال بذكرى ميلاد المسيح، واصطحب الآباء أبناءهم ليتلوا آيات الإنجيل ويصلوا من أجل أرواح الشهداء الذين فقدناهم مع مطلع العام الجديد، الكل جاء تأكيداً على إيمانه القوى ورغبة فى الاحتفال بيوم ميلاد المسيح غير مكترثين بمخاوف أو تهديدات، وتحت شعار «هنصلى مهما حصل» الذى علق على جدران الكنيسة اصطف الجميع ليستمعوا إلى العظة، واقفين جميعهم يتلون صلواتهم، ممسكين بأيدى أبنائهم داعين الله أن يخفف من هول الفاجعة على قلوب أهالى الشهداء. كان يمسك بيد طفله الصغير، بينما تحمل هى رضيعها، وتوجها مسرعين لحضور القداس الذى بدأ مبكراً عن موعده هذا العام. برغم كل ما حدث لم نتردد ثانية واحدة فى أن نأتى لنصلى فى ليلة عيد ميلاد المسيح، هكذا قال عاطف، وأضافت زوجته نرمين: «ربنا فوق كل شىء يبقى هنخاف ليه». بعفوية شديدة وببراءة أعوامه العشرة، قال كيرلوس: «أنا ماخفتش عشان إللى راحوا دول شهداء وأنا نفسى أبقى زيهم».أما القس يوحنا فايز، فقال: «إخواتنا الذين فقدناهم هم شهداء ونتمنى أن نكون مثلهم، نشعر بالحزن من أجل أهالى الشهداء.انتهى القداس ودقت أجراس عيد الميلاد، وهرول «كيرلوس ومينا وأبانوب وفادى» إلى زملائهم فى المدرسة يصافحونهم، وقبل أن يغادروا اتفق جميعهم على الالتقاء فى الصباح الباكر للتنزه والاحتفال بالعيد. | |
|