قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن المنطقة بدأت تستعيد عافيتها مع استعادة العراق لعافيته وأمنه واستقراره وأكد التطلع لانعقاد القمة العربية المقبلة في بغداد ليقود العراق العمل العربي المشترك ورفض اي تدخل اجنبي في قضية المسيحيين العرب ووصف استفتاء السودان بأنه حدث ضخم قد يؤدي إلى أنفصال البلاد الى دولتين.
قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في كلمة في مجلس النواب العراقي لدى حضوره الى جلسته اليوم ان العراق عضو فاعل ومؤسس في الجامعة العربية وانطلاقتها نحو قيادة العمل العربي المشترك.. وعبر عن ارتياحه لان صفحة جديدة في الحياة السياسية العراقية قد بدأت على طريق المصالحة والوفاق حيث المشاركة السياسية قد اتسعت والحركة انطلقت نحو الاستقرار. وأشار إلى أن هذا يشكل صياغة نحو العراق الحديث ليكون ركنا اساسيا في استقرار المنطقة. وقال ان المنطقة ستسترد عافيتها مع استرداد العراق لعافيته.
وأضاف ان الدول العربية تواجه في هذه المنطقة مشاكل كبيرة تحتاج الى جهود كل الدول العربية وخاصة الكبيرة منها وقال "كنا نتحدث سابقا عن جوار العراق وتأثيره في العراق والان نتحدث عن تأثير العراق في دول الجوار لترسيخ التعاون وتعزيز العلاقات المشتركة".
وأكد التطلع الى القمة العربية المقبلة المقررة في بغداد في اذار المقبل حيث سيقود العراق العمل العربي المشترك خلال هذا العام وتأكيد عودته الى دوره القيادي كدولة فاعلة في المنطقة مع الاعتبار لتكوينة مجتمعه من طوائف سياسية ودينية تتكامل مع بعضها لتكون مصدر قوة لامصدر ضعف.
وأكد ان القمة المقبلة ستكون منطلقا لصفحات جديدة لحاضر ومستقبل هذه المنطقة وقال ان الجامعة العربية تعمل على تشجيع وتطوير الاستثمارات والتعاون التجاري والاقتصادي والاجتماعي العربي. وأشار في هذا المجال إلى أنعقاد القمة العربية الاقتصادية في شرم الشيخ في التاسع عشر من الشهر الحالي حيث يؤمل ان تكون منطلقا جديدا للمجتمع العربي نحو الرخاء والسيادة الاقتصادية.
وقال ان المشاكل التي يواجهها العرب ليست سياسية فحسب وانما ثقافية ايضا من خلال صراع الحضارات وهو امر يجمع العرب من مشرقه الى مغربه من اجل مواجهة هذه الازمة لاعلاء صوت العرب الايجابي الذي يريد التعايش والمشاركة في قيادة العالم.
وأضاف موسى ان العلاقة بين الجامعة العربية والعراق وازمته خلال السنوات الماضية دفعت الجامعة الى المشاركة في علاج المواقف واحتضنت في اواخر عام 2005 مؤتمر المصالحة العراقية الاول. وشدد على ان الجامعة معنية ومهتمة بالعراق حاضرا ومستقبلا مؤكدا استعدادها للتعاون من اجل رفع المعاناة عن العراقيين وازاحة عقوبات الفصل السابع وتخفيف ديون العراق ودعم عملية استكمال المصالحة.
وحول الاوضاع في السودان والاستفتاء الذي بدأ فيها اليوم حول انفصال جنوب البلاد أشار موسى إلى أن هذا حدث ضخم في تاريخ العرب قد يؤدي الى الانفصال.. وقال ان الاستفتاء امر متفق عليه وهو من الشؤون الداخلية ولكن يجب حماية المجتمع السوداني وضمان استمرار التعاون بين شمال البلاد وجنوبها على انه فضاء واحد يجب ان لا ينفصم حتى اذا تشكلت دولتان.
وعن مشاركة المرأة العراقية وانخرطها في العمل السياسي وتمثيلها في البرلمان قال موسى انه يدعم هذا الدور ويريد ان تكون فاعلة وفي الصفوف الاولى مساهمة في نشاط المجتمع السياسي العربي. وشدد على ان استهداف المسيحيين امر غير مقبول ويتطلب تحمل المسؤولية في حمايتهم وعدم القبول بأي تدخل اجنبي في هذا الامر وانما من خلال تعاون المجتمعات نفسها.
وفي مداخلات لهم عقب الكلمة عبر ممثلو الكتل البرلمانية عن تصميم العراقيين على عقد القمة العربية بين ظهرانيهم داعين الجامعة الى مزيد من التعاون مع العراق من اجل تحقيق امنه واستقرار وانجاز مصالحته الوطنية. وعبر عن هذه المواقف كل من ابراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني وسلمان الجميلي رئيس كتلة العراقية البرلمانية وفؤاد معصوم رئيس الكتلة الكردستانية وسليم الجلوري رئيس كتلة الوسط ويونادم كنة رئيس الكتلة المسيحية وشورش حاجي رئيس كتلة التغيير الكردية.
النجيفي: القمة رسالة عن عودة العراق الى محيطه العربيوقبل ذلك اجرى موسى مباحثات مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الذي أكد ان عقد القمة العربية المقبلة في بغداد يعطي رسالة واضحة تؤكد عودة العراق الى محيطه العربي. وقال إن زيارة موسى الحالية للعراق هي استمرار للعلاقات المتينة التي تربط العراق باشقائه مشيرا إلى أن العراق عانى الكثير من ابتعاده سابقا عن محيطه العربي.
واعرب عن امله بحضور عربي كامل في لقمة مشيرا إلى أن العراق يحتاج الى العرب مثلما يحتاج العرب الى العراق البلد المهم في المنطقة والعالم. وأضاف ان المشاكل الداخلية التي عاني منها العراق مؤخرا بدأت تنتهي ودشن العراق حقبة جديدة من الشراكة الوطنية والتفاهم.
من جهته قال موسى انه وجد خلال زيارته الحالية وعيا كبيرا لاهمية العمل العربي المشترك "وهو أمر يبشر بالخير". وأكد ان العراق بلد مهم واية محاولة لزعزعة استقراره ستؤثر سلبا على الوضع في الشرق الاوسط كله. وأضاف ان الجامعة العربية تقف في صف واحد مع العراق مشيرا إلى أن القمة العربية المقبلة ستكون عراقية وستكرس قيادة العراق لها.
المطلك يدعو العرب للمشاركة بفاعلية في قمة بغدادهذا ودعا نائب رئيس الوزراء العراق صالح المطلك الدول العربية إلى المشاركة الفاعلة في القمة العربية المزمع عقدها في بغداد لإثبات دعمهم للعراق مؤكدا على ضرورة انعقاد القمة في وقتها المحدد فيما لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أنه سيزور بغداد عدة مرات قبل انعقاد القمة.
وقال المطلك خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع موسى في بغداد اليوم إن "العراق من دون الأمة العربية سيكون بلدا ضعيفا كما أن الأمة العربية من دون العراق لن تكون أمة". ودعا العرب إلى أن " يثبتوا وقوفهم مع العراق من خلال المشاركة الفعالة في القمة العربية المزمع عقدها في بغداد".
وأعرب عن ثقته بأن "يلعب الأمين العام لجامعة الدول العربية دورا مهما في حث العرب على المشاركة في القمة العربية في بغداد بما يتلائم مع حاجة العراق للعرب في الوقت الحالي". وأكد ان مشاركة العرب بفعالية كبيرة في القمة المقبلة سيعطي دفعة لإنعاش المواطن العراقي.
ومن جهته أوضح موسى أنه بحث مع المطلك الحركة المتقدمة التي تشهدها العملية السياسية في العراق وتنمية التعاون العربي مع العراق والاستعدادات لعقد القمة العربية في بغداد. وأضاف أن زياراته لبغداد ستتكرر خلال الفترة المقبلة، للإعداد للقمة العربية التي سيترأسها العراق في آذار المقبل.
العراق يرفض نقل القمة من بغدادوكانت السلطات العراقية أكدت امس رفضها اي اقتراح بنقل مكان القمة العربية المقرر انعقادها في بغداد الى مكان اخر حتى لو كانت برئاسة العراق. وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري في اعقاب لقائه موسى ان فكرة انعقاد القمة في اي مكان اخر غير بغداد ليست مطروحة بالنسبة للعراق.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع موسى "بحثنا انعقاد قمة برئاسة العراق في مكان اخر لكن القرار هو انعقادها في بغداد وليس في اي مكان اخر اما انعقادها في دولة المقر او غيرها فهو امر ليس مطروحا بالنسبة للعراق". وأشار ردا على سؤال حول الهاجس الامني ان هذه المسالة "تحتل الاولوية في برنامجنا ولدينا لجنة امنية عليا لضمان امن القمة".
ومن جهته قال موسى "لا يصح ان يكون العراق غائبا او مغيبا عن العرب واعبر عن ارتياحي البالغ للمحادثات المعمقة والواسعة" مشيرا إلى أن الاستعدادات للقمة "على درجة عالية جدا من الكفاءة". وردا على سؤال حول التهديدات اجاب "ان الجماعات التي تهدد الان كانت قبل فترة تتهم الحكومة العراقية بانها منعزلة عن محيطها العربي. وما هو المطلوب ان ندير ظهرنا للعراق او نعزله؟ ادعو الجميع الى التعقل".
واعتبر ان التهديدات "يجب ان تزيد من اصرار القادة العرب على الالتئام ومناقشة الخلافات.. واتهام الاخرين بالكفر ربما كان يصح في عصر من لعصور وليس الان، يجب احترام الاختلاف في وجهات النظر".
وقد حذرت جماعة "انصار الاسلام" القادة العرب الذين وصفتهم ب"الطواغيت" من المشاركة في القمة العربية في بغداد مؤكدة استعدادها لتنفيذ "الواجب الشرعي باستهداف اي عنوان تجاري او سياسي". وشنت الجماعة هجوما لاذعا على جامعة الدول العربية ووصفتها بانها "صنيعة بريطانية صليبية انشئت بهدف منع قيام الجامعة الاسلامية".
والتقى موسى في وقت سابق رئيسي الجمهورية جلال طالباني والحكومة نوري المالكي وقال عقب لقائه المالكي ان "الحركة السياسية تسير الى الامام في اطار شراكة وطنية وتفاهم ووفاق تحدثنا مع رئيس الوزراء في القمة واهمية انعقادها في بغداد وستكون الزيارة فرصة لكي نتكلم عن البنود الرئيسية التي نعدها لتعرض على القمة".
وأضاف "هناك دراسة واعداد عراقي ايضا لبعض الامور التي يريد ان يعرضها العراق" مشيرا الى "دوره الريادي في الاطار العربي والذي يتحول بسرعة الى دور قيادي وان العالم العربي سيكون باييد امينة لما للعراق من ثقل في المنطقة". من جانبه قال المالكي ان القمة "رسالة تؤكد التزام العراق بانتمائه العربي سنطرح على القمة موضوعات حول العراق او علاقته بالجوار ونحن ننتظر لقد وعدنا (موسى) بانه سيبعث لنا مقترحات تطرح في القمة العربية".
واجاب ردا على سؤال حول الامن "مشكلتنا ان الاوضاع الامنية ينظر اليها من خلال شاشات التلفزيون وليس من الواقع، فالشاشات تظهر شوارع مهدمة لكن العراق ليس هكذا هناك خروقات معينة لكننا سنحافظ على امن القمة والقادة والجامعة العربية".
وكان وزراء الخارجية العرب اتفقوا في نهاية اذار/ مارس الماضي ان تكون القمة المقبلة برئاسة العراق على ان تعقد في اراضيه اذا سمحت الاوضاع او في دولة المقر اي مصر. ولم يستضف العراق قمة عربية اعتيادية منذ تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1978 لكنه استضاف قمة استثنائية في بغداد في أواخر أيار/ مايو عام 1990.