يبدو ان طارق عبدالرازق لن يكون اخر الجواسيس الذين تهون عليهم الخيانة باسم الفقر والظروف.. طالما ان اصطيادهم اسهل مما نتخيل.. بل ان بعضهم يذهب الي المصيدة بقدميه!
آلاف المواقع للدردشة علي الانترنت الهدف المعلن لها هو التسلية وقتل وقت الفراغ والتعرف علي فتيات جميلات.. ولكن ما خفي يكون دائما أعظم.
في هذا التحقيق نحذر الشباب من الوقوع فريسة في ايدي هؤلاء.. فالبداية غالبا ما تكون مثيرة!
فتاة جميلة تدير معك حوارا لطيفا يتخلله بعض الايحاءات الجنسية ثم اسئلة غريبة تبدأ تسألها الفتاة للشاب الذي يجيب عنها بحسن نية وسرعان ما يكتشف هذا الشاب الذي ربما يكون يعمل في موقع مهم انه تم تجنيده لحساب دولة اجنبية وما كان يفعله بالأمس بحسن نية اصبح اليوم يرتكبه بسوء نية واحترافية!
الجاسوسية علي الانترنت اصبحت قنبلة موقوتة حان موعد انفجارها.. خاصة ان ما يحدث بداخلها يكون دائما غامضا وخفيا وبعيدا عن اعين الجميع.. وغالبا ما يبدأ الأمر بمجرد التعرف علي اشخاص جدد اما بتبادل الثقافات والمعلومات العامة عن البلاد واما من اجل المتعة المحرمة واقامة علاقات مشبوهة.. الغريب ان من يدخل الي مواقع الدردشة هذه لا يأتي بباله انه ربما يكون قد دخل الي عش الدبابير دون ان يشعر وان من يتحدث معه ويظن انها مجرد فتاة جميلة كما تظهر في الصورة الموجودة علي البروفايل الخاص بها -هي في الحقيقة قد تكون احد اعضاء جهاز استخباراتي مكلف بجمع معلومات خاصة بالشباب في الجامعات وفي وظائف اخري متعددة ومن خلال محادثات عديدة قد تستمر لعدة اسابيع او شهور يقوم هذا الشخص المكلف بالتحدث مع الشباب بجمع كم هائل من المعلومات التي تفيد الجهة التي يعمل لديها.
وفي الجانب الأخر يظن الشاب انه يتحدث في امور عامة وغير هامة ولايشك ولو للحظة انه اصبح مصدر هام للمعلومات وبالتأكيد يحرص الطرف الأخر علي تأكيد انه فتاة عبر مكالمات تليفونية وبعض من مقاطع الفيديو لهذه الفتاة المزعومة وتكون هذه الفيديوهات في الغالب مسجلة ومن السهل للغاية ان توضع اثناء المحادثة عن طريق برامج مخصصة لذلك.
لقاءات ساخنة!
وقد مر بعض الشباب بمثل هذه التجارب وكان من ضمنها طالب في احدي الجامعات الخاصة تحدث مع فتاة امريكية وبدأ حديثهما بتعارف عادي جدا وتدريجيا تحولت هذه المحادثات الي لقاءات ساخنة علي موقع الدردشة وقامت الفتاة بعرض نفسها علي الانترنت لكي يثق فيها هذا الشاب وبعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر بدأت هذه الفتاة في محاولة اقناع هذا الشاب بالسفر الي الخارج وعرضت عليه عمل باجر كبير واستغلت في ذلك معلوماتها عنه التي قالها اثناء احدي الممرات وانه يكره تحكم والديه فيه وكيف انه يرغب في تكوين ذاته وعمل ثروة كبيرة في وقت قليل مثل بعض رجال الأعمال الذين ظهروا فجأة بعد ان كونوا ثروة لابأس بها من فترة عملهم ببعض الدول الأجنبية.. وهنا قامت الفتاة باقناعه بانها تحبه وتريد الزواج منه ومن خلالها سيحصل علي البطاقة الخضراء التي طالما حلم بها العديد من الشباب وان هذه البطاقة الخضراء هي طريقة لتحقيق كل احلامه بسهولة شديدة.. وشعر هذا الشاب بسعادة شديدة وظن ان هذه الفتاة هي الطريق الوحيد لتحقيق احلامه كلها لكنه سرعان ما شعر بالقلق عندما تكرر من حبيبته الوهمية العديد من الأسئلة الخاصة باصدقائه وهل هناك من يعاني نفس ظروفه ويريد السفر وانها لديها العديد من الصديقات اللاتي يعشقن الشباب المصريين وهنا قرر هذا الشاب الابتعاد عن هذه الفتاة وقطع كل طرق الاتصال بها خوفا من ان تكون القصة باكملها مجرد خدعة للحصول علي معلومات.
وربما يكون هذا الشباب هو واحد ضمن الآلاف الذين يخلون الي هذه الغرف ويتحدثون فيها بحرية شديدة ومنهم الغاضبون من بعض الأوضاع والظروف التي يعانون منها في حياتهم وهؤلاء هم الاخطر فهم يتحدثون باندفاع شديد دون ان يعلموا انهم اصبحوا دون ان يدروا احد العملاء المهمين في شبكة جاسوسية تعمل متخفية داخل غرف الدردشة. وفجأة يتحول الأمر من مجرد حسن نية الي سوء نية في النهاية عندما تنجح هذه الجهة الاستخبارتية ان تجند احد هؤلاء الشباب في مقابل مبالغ مالية كبيرة وتقديم العديد من الاغراءات الاخري ليقوم هذا الشاب فيما بعد باستقطاب مجموعة اخري من الشباب للحصول منهم علي المعلومات التي يتم تكليفه بها.. وتعتبر غرف الدردشة هي المكان الأخطر في عالم الجاسوسية خاصة ان الانترنت وسيلة اتصال عمياء لا يمكن الوثوق تماما فيما يقوله الطرف الأخر منها.
موقع مشبوه!
ومن أغرب المواقع علي الانترنت كان هناك موقع اسمه »الشرفة«.. والذي حمل علي صفحته الأساسية تحت عنوان »من نحن« هذه الكلمات:
»هو موقع علي شبكة الانترنت ترعاه القيادة المركزية الامريكية والغرض منه تسليط الضوء علي التحرك نحو المزيد من الاستقرار الاقليمي، وذلك من خلال اتفاقيات تعاونيةج ثنائيةج ومتعددة الاطراف علي حد سواء، كما يركز الموقع علي جميع المساعي المبذولة لاعاقة النشاطات الارهابية في المنطقة، اضافة الي تسليط الضوء علي ما يدور في المنطقة من احداث ويمد القاريء بالتحليلات والتعليقات والمقابلات الصحفية التي يجريها مراسلون مدفوع لهم من قبل الموقع كما انه معد لتأمين قاعدة معلومات للقاريء حول استقرار المنطقة«!
الفخ وتفاديه!
لكن يبقي سؤال مهم: كيف يستطيع المسئولون عن هذ المواقع المشبوهة ارسال دعوات خاصة علي البريد الالكتروني الخاص بهؤلاء الشباب؟ ومتي نعرف ان هذه الدعوات بها اشياء مريبة؟ وكيف يمكن الابتعاد عن كل هذه الشبهات؟
يجيب عن هذه الاسئلة المهندسة عمرو السيد رئيس قسم الدعم الفني والبرميجات باحدي شركات الانترنت.. قائلا:
هناك العديد من الأساليب التي يستطيع من خلالها اصحاب تلك المواقع معرفة الايميل الخاص بالشباب منها وجود هذه الايميلات مكشوفة علي العديد من المواقع مثل الفيس بوك والهاي فايف والزوربيا وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي والدردشة الشهيرة علي الانترنت التي يستطيع اي شخص الدخول اليها وجمع الاف الايميلات الخاصة بالشباب خلال ساعة واحدة وهناك طريقة اخري اسهل وهي ارسال دعوات مباشرة علي هذه المواقع للاضافة الي قائمة الأصدقاء.. ومن السهل تفادي الوقوع في هذا الفخ اولها عمل block لاي ايميل او دعوة غريبة يتم استلامها عبر البريد الالكتروني.. اما الجزء الخامص بمواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك فهناك نوع من الحماية توفره مثل هذه المواقع عن طريق اخفاء المعلومات والبيانات الخاصة وعدم اتاحتها سوي للأصدقاء فقط.. اما الدعوات التي يتم ارسالها الي هذه المواقع والتي تحمل في الغالب صورةج فتاة جميلة من احدي البلاد الاوروبية او العربية فيكفي عمل gorp او رفض لاي شخص لا تعرف وخاصة تلك الجميلات اللاتي في الغالب يكن مختلفات عن الصور الموجودة لهن علي هذه المواقع!