sayedmadkoor مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414 العمر : 52 العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر المزاج : ادب وشعر وثقافه الدولـــة : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/02/2008
| موضوع: خطابات الزعيم جمال عبدالناصر لزوجته ام حالد السبت 22 يناير - 7:46:42 | |
| خطابات عبدالناصر لزوجته بخط يده يقرأ الخطابات: محمد سلماوي
هي كنز حقيقي ظل خافيا لأكثر من ستين عاما.. إنها خطابات جمال عبد الناصر من جبهة القتال بفلسطين عام1948 إلي زوجته السيدة/ تحية كاظم في القاهرة.
ستة وأربعون خطابا مكتوبة كلها بخط يد الزعيم الخالد وممهورة بتوقيعه الشهيرالذي لم يغيره منذ الصغر. وهي تقدم جانبا خفيا في شخصية الزعيم الذي غير وجه التاريخ الحديث في مصر و في الأمة العربية و كتبت عنه مئات الكتب والدراسات, لكن سيرته الإنسانية لم تكتب بعد, وربما كانت هذه الخطابات الخيط الأول في تلك السيرة, وقد اخترت منها14 خطابا أقدمها اليوم لأول مرة بمناسبة الذكري الـ 93 لميلاد كاتبها التي تحل غدا 15 يناير.
عندما يقع الإنسان علي مراسلات مهمة لم تنشر من قبل لواحد من صناع تاريخ الأمة العربية فإن الأمانة العلمية تقتضي أن تقدم هذه الخطابات دون أن يتدخل فيها أحد بالشرح أو التعليق, فما تقوله هذه الوثائق ينبغي أن يقدم كما هو تاركا استخلاص المعاني لمرحلة لاحقة بعد أن تكون الوثيقة قد أخذت مكانها بشكل موضوعي في سياق التاريخ الذي وردت فيه.
لذا فما سأفعله هنا هو مجرد التقديم لهذا الكنز الذي ينشر هنا لأول مرة منذ كتبه اليوزباشي ثم صاغ أركان حرب الكتيبة السادسة مشاة جمال عبد الناصر من جبهة القتال بفلسطين إلي زوجته في القاهرة, التي احتفظت بها عشرات السنين دون أن تفرط في أي منها, ودون أن تطلع أحدا عليها, فقد كانت هذه الخطابات تخصها وحدها و قد كتبها لها الزوج الذي ساد حياتها طوال الوقت إحساس طاغ بأنها حرمت منه, فها هي حرب فلسطين تأخذه منها في سنوات زواجهما الأولي, ثم يليها قيام الثورة و رئاسة الجمهورية إلي أن يحين يوم 28 سبتمبر1970 فيؤخذ منها زوجها إلي الأبد, ويومها أرادت أن تدخل عليه غرفة نومه بعد أن فشلت محاولات إنقاذ حياته لتلقي عليه نظرة الوداع فقيل لها إن الجثمان قد تم نقله إلي قصر القبة استعدادا لمراسم الجنازة,فقالت: حتي في وفاته أخذوه مني؟!
كانت خطابات الجبهة تمثل لتحية لحظة اتصال إنساني نادرة تربط بينها و بين زوجها الغائب عنها في حرب لم يكن أحد يعرف نهايتها و قد حرص هو علي إخفاء تفاصيلها العسكرية عنها حتي لا يزيد من قلقها عليه, ومن يقرأ هذه الخطابات يتصور أن كاتبها كان في نزهة و ليس في حرب, و تلك هي القيمة الحقيقية لهذه الخطابات التي تقدم لنا الجانب الإنساني في علاقة كاتبها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر و زوجته التي تنتظره في القاهرة, وهو ما جعل الزوجة تحتفظ بهذه الخطابات بعيدا عن التداول إلي أن قررت أخيرا أسرتها إخراجها من خزينتها بأحد البنوك, حيث وجدوها كما تركتها السيدة/ تحية و كما لفتها يداها في شريط حريري أحمر.
ولقد تحدثت إلي الأخت العزيزة الابنة الكبري للزعيم الراحل الدكتورة هدي عبدالناصر في ضرورة نشر هذه الخطابات التي كانت قد تفضلت بمنحي نسخة مصورة منها منذ عدة أشهر قائلا إنها قد أصبحت الآن ملكا للأسرة الكبري للزعيم الراحل.. الشعب المصري و العربي, لكني أرجأت نشرها إلي مناسبة العيدالـ 93 لميلاد صاحبها.
ورغم أن ما يغلب علي هذه الخطابات هو المحاولات المتواصلة لكاتبها الضابط الشاب الذي ترك زوجته في القاهرة أن يدخل الطمأنينة إلي نفسها, إلا أنها تشي بقلق الضابط الشاب نفسه علي أسرته و علي أحوال بيته الذي تركه في القاهرة.. الزوجة الشابة و الطفلتان هدي التي كانت في عامها الثاني ومنى التي كانت في عامها الأول.
لذا نلاحظ إصرار الزوج علي أن تواصل زوجته إرسال الخطابات له في الجبهة, حيث يقول: منتظر جوابات باستمرار.
لقد كتب جمال عبدالناصر مذكراته السياسية و العسكرية عن حرب فلسطين و نشرت بعد الحرب في مجلة آخر ساعة ما بين شهري مارس وإبريل من عام 1955 حين كان يرأس تحريرها الأستاذ محمد حسنين هيكل, لكن الرسائل التي ننشرها اليوم تكشف عن جانب آخر من شخصية الزوج المحب و الأب الحنون الذي تشير هذه الخطابات إلي أنه كان يمشي علي قدميه في الصحراء عدة كيلو مترات كل أسبوع لكي يصل إلي أقرب تليفون يتصل منه بزوجته في بيت شقيقتها زوجة السيد يوسف الذي صار وزيرا للتعليم فيما بعد و الذي لم يكن يشير إليه جمال عبدالناصر في خطاباته إلا بلقب السيد بك يوسف, كما أنه لم يكن يشير إلي والده في الخطابات إلا بأسمي درجات الاحترام, و لننظر كيف يطلب منها في أحدالخطابات بأن تبلغ والده بأنه يقبل يديه.
ولننظر أيضا للهفته علي ابنتيه وكيف كان يوصي زوجته بضرورة اصطحاب الابنة الكبري هدي إلي حديقة الحيوان التي كانت تهواها ثم طلبه من الزوجة في خطاب آخر أن ترفه عن نفسها بالخروج و النزهة, و لعله حين طلب منها أن تخرج بهدى كان يريد أن يضمن خروجها هي و عدم حبس نفسها في البيت كما قال.
و لننظر إلي اهتمامه بأشقائه وكيف طلب من زوجته في أحد الخطابات أن تعطي الليثي و شوقي جنيها واحدا لكل منهما لأنهما يحتاجانه لمصاريف الدراسة(!!!).
ثم لننظر إلي فرحة الضابط الشاب بالترقية حين يقول لزوجته في أحدالخطابات: وبالمناسبة دي في يوم 20 رمضان سأحصل علي رتبة صاغ....
إن الخطابات مملوءة باللمحات التي تشير إلي جوانب إنسانية في شخصية الزعيم الراحل الذي طغت في نظرتنا له الأحداث السياسية التي فجرها خلال الفترة القصيرة التي قاد فيها هذه الأمة و التي لم تكمل العقدين من الزمان,فلندعها تفصح عن نفسها بعد أن ظلت حبيسة منذ خطتها يد الضابط الشاب جمال عبدالناصر في أواسط القرن الماضي, ثم مرحبا بعد ذلك بكل جهد صادق وبكل بحث علمي يحلل محتواها حتي تأخذ مكانها الصحيح في سيرة رجل غير وجه التاريخ, لكننا مازلنا بعد مرور أكثر من30 عاما علي رحيله نفتقر لمعرفة سيرته الإنسانية.
عزيزتي تحية قبلاتي التي لا حصر لها لك ولهدي ومني وأرجو أن تكونوا بخير, كتبت لك جوابا منذ أسبوع أرجو أن يكون وصلك ولو أني أعتقد أنه سيتأخر ـ عموما أعتقد أن هذا الجواب سيصلك بسرعة لم استلم منك جوابات منذ وصول الجواب المرسل مع عبدالحكيم... أنا في شدة الشوق لك يا حبيبتي ولهدي ومني وان شاء الله سأراكم قريبا جدا فإن شاء الله سأكون بالقاهرة.. قبل أول فبراير أو في الأسبوع الأول.. وسنبقي سويا باستمرار... وأظن أن اللحظة التي سألقاكم فيها ستكون أسعد أوقات حياتي... كل شيء هادئ الآن والحمد لله والحرب انتهت. وإنشاء الله سيكون البلوفر خلص... وصلتني رسالة أول أمس أن هدي ومني بخير... وأنا أتصل باستمرار وأكلف أحد أصدقائي بالاتصال بمنزل السيد بك يوسف... سلامي وقبلاتي الزائدة لك ولهدي ومني. جمال عبدالناصر 20/1/1949 ـ رسالة يشير فيها إلي نهاية الحرب وإلي بلوفر كتبت له زوجته أنها تقوم بغزله له في غيابه.
عزيزتي تحية أهديك سلامي وأشواقي وقبلاتي وأرجو أن تكوني وهدي ومني بخير.. الحالة هنا تدعو للاطمئنان الكلي ولا ينقصني إلا وجودكم معي... أرجو أن تفسحي هدي دائما وتأخذيها جنينة الحيوانات وجنينة الأسماك.. وأرجو أن تكونوا دائما في أسعد حال. وسلامي وقبلاتي لكم جميعا. جمال عبدالناصر 8/9/1948
ـ الرسالة التي يوصي فيها السيدة/تحية باصطحاب ابنته هدي الي حديقة الحيوان وحديقة الأسماك.
عزيزتي تحية سلامي الزائد وقبلاتي أبعثها لك وأرجو أن تكوني مع هدي ومني في أحسن حال. أرجو أن تكوني مطمئنة جدا فأنا في أحسن حال ولا ينقصني شيء إلا أنتم ولو أني أشعر أني أعيش معكم باستمرار فإنكم لا تغربوا عن ذاكرتي مطلقا في الصباح أو المساء... وأرجو الله أن تكونوا بخير... وان شاء الله سنلتقي قريبا جدا ونجتمع سويا الي الأبد... وكل عشمي يا حبيبتي العزيزة أن تكوني مطمئنة جدا وأن تحافظي علي نفسك وعلي الأولاد.. وأرجو ألا ينقصكم شيء. وسلامي لعبدالحميد والسيد بك ومحمود بك وعائلة عناية وكل العائلة ولكم تحياتي وقبلاتي التي لا حد لها. جمال عبدالناصر 9/2/1949
ـ رسالة حرص فيها علي أن يبعث بتحياته الي كل الأقارب: عبدالحميد وهوشقيق زوجته والذي كان يكن له محبة كبيرة والسيد بك وهو السيد يوسف زوجشقيقة السيدة/تحية ووزير التعليم فيما بعد.
عزيزتي تحية سلامي وأشواقي وتحياتي وقبلاتي الزائدة لك ولهدي ومني... أرجو أن تكونوا بخير... أنا في أحسن الأحوال ولا ينقصني إلا وجودكم وان شاء الله نجتمع قريبا في أحسن حال بعد النصر بإذن الله. جمال عبدالناصر 9 يونيه 1948
ـ يلاحظ في هذه الرسالة القصيرة أنه لا يشير الي انتهاء الحرب وانما الي النصر كموعد لعودته ولقاء عائلته.
عزيزتي تحية لك سلامي وقبلاتي, أكتب لك الآن بعد انتهاء الحديث التليفوني معك... وأعتقد أن الواجب أن تمسكي أعصابك فلا داعي مطلقا لهذا القلق... وكل شيء يدعو للاطمئنان وأنا هنا أقضي الصيف في جو جميل. سأكلمك الأربعاء واذا لم أتكلم فسيكون السبب هو انقطاع التليفون وسأتكلم يوم الأحد التالي. أي سأعمل ترتيب الكلام يوم الأربع والأحد باستمرار عند عبدالحميد... وإذا كان الوالد موجودا فاحضريه معك عند الكلام في المرة التالية... وسيكون الكلام حوالي الساعة الثالثة أرجو أن تكون هدي ومني بصحة جيدة وأكرر بأن تمسكي أعصابك فلا داعي مطلقا لأي انشغال أو قلق وقبلاتي الزائدة لك ولهدي ومني وسلامي للوالد العزيز. جمال عبدالناصر السبت 26/6
ـ تشير الرسالة الي انهيار الزوجة في المكالمة التليفونية الأخيرة مع زوجها و يلاحظ كيف يطمئنها في هذه الرسالة بتصوير الحرب وكأنها مصيف جميل. أرجوأن تبلغي عائلة عبدالحكيم أننا نتقابل باستمرار وهو في أحسن حال وصحة. جمال عزيزتي تحية سلامي وأشواقي وقبلاتي التي لا يمكن أن أعبر عنها.. تصلني خطاباتك والحقيقة إني كل يوم انتظر البريد لعلي أجد جوابا منك.. وأنا أراك أمامي طول الوقت بل واتخيلك في المنزل عند حضوري وعند خروجي.. وان شاء الله سأعود اليك بعد النصر.. وبعد أن شعرت بالحاجة اليك.. والحقيقة فإن قيمتك عندي لا يمكن أن تقدر... وأنا في هذا الوقت وفي شهر يونيو بالذات.. الشهر الذي ارتبطنا فيه.. أذكر السنين التي قضيناها معا يوما يوما.. وإني أجدها كلها أيام سعيدة.. وأشعر أنك كنت السبب في هذه السعادة... التي أرجو الله أن تدوم.. لا داعي لانشغالك مطلقا فإن كل شيء هادئ وأنا كمن يقضي الصيف في الشام.. أرجو أن يكون الوالد مرتاحا وأرجو أن تكوني استلمت الفلوس التي أرسلتها لك يوم21 الجاري.. وعشمي أن تكوني مرتاحة في معيشتك أما هدي ومني فلهما قبلاتي وأشواقي وسلامي, وقبلاتي الزائدة لك. جمال 02 يونيو 1948
ـ واحدة من أجمل الرسائل التي يعبر فيها القائد عن مشاعره الإنسانية تجاهزوجته وابنتيه, ونلاحظ كيف يعمل علي طمأنتها بالقول بأنه كمن يقضي الصيففي الشام, وكما نلاحظ سلامه الدائم لوالده.
عزيزتي تحية قبلاتي وأشواقي وحبي الذي لا يمكن أن أعبر عنه أرسلها لك راجيا من الله أن يحفظك مع الانجال في أحسن حال. أرجو أن تعتني جدا بحضرة الوالد من كل ناحية وأن تكريمه أزيد الإكرام وقد أرسلت لك عن طريق حمدي أفندي خمسة وعشرين جنيها.. وإذا حضر شوقي أو ليثي فأرجو أن تعطيهم كل واحد جنيه.. واعملي علي أن يبقي الوالد أكثر مدة. ولاحظي صحته وأكله.. وأنا لا أحتاج الي الفلوس هنا ولا أحتاج الي شيء.. عبدالحكيم أفندي في أحسن حال وكذلك ثروت أفندي. وأخيرا قبلاتي لك ولهدي ومني وسلامي للجميع. جمال الأحد4 يونيو
ـ نلاحظ في هذه الرسالة كيف كان عبدالناصر يرسل مرتبه بالكامل الي أهلهبالقاهرة قائلا إنه لا يحتاج لشيء, كما نلاحظ الاحترام الذي يتحدث به عن والده وحرصه علي راحته واهتمامه باحتياجات أشقائه المادية. أما عبدالحكيم أفندي وثروت أفندي اللذان يشير لهما فهما عبدالحكيم عامر وثروت عكاشة.
عزيزتي تحية سلامي وقبلاتي لك ولهدي ومني... أرجو أن تكونوا في أحسن حال... لم يصلني منك منذ عودتي في الاجازة سوي جواب واحد.. وكل يوم انتظر ميعاد وصول البريد ولكن دون جدوي وقد كنت استلم منك أولا جوابا كل يومين تقريبا... ولكن يظهر أن الكسل... أنا في شدة الشوق لك وللأولاد.. وعايزك تقولي لهدي إني راح أوصل يوم41 ان شاء الله واجيب لها بسكلته وشيكولاتة وكل حاجة... وتقبلي سلامي وقبلاتي الزائدة لك وللأنجال. جمال 13/8/1948
ـ هذا الجواب مرسل مع أحد الزملاء الذين قاموا بالاجازة خطاب نادر يظهر فيه القلق الذي كان يشعر به كاتبه حين تتأخر عنه رسائلزوجته وحرصه علي أن يخبر ابنته هدي أنه سيحضر لها بسكلتة وقد كتبهابالطريقة التي تنطقها بها الابنة.
عزيزتي تحية سلامي وأشواقي وقبلاتي التي لا نهاية لها أبعثها لك ولهدي ومني وأرجو أن أراكم قريبا في أحسن حال. كتبت لك جوابا صباح اليوم بعد استلامي جوابك والآن بعد الظهر أكتب لك هذا الجواب والحقيقة أنكم وحشتوني جدا وأن جوابك موجود أمامي منذ وصوله للآن... وأرجو ياحبيبتي العزيزة أن نلتقي قريبا فأنتم أعز ما لي في الحياة وأرجو أن تكوني مبسوطة ومطمئنة باستمرار وأن تكون هدي ومني في أحسن الأحوال.. ولك يا حبيبتي قبلاتي الزائدة وقبلاتي لهدي ومني. جمال عبدالناصر ومنتظر خطاباتك باستمرار 15/12/1948 لقد أرسلت اليوم لحمدي شيكا بمبلغ خمسين جنيها لصرفها واعطائها لك. جمال
ـ رسالة تفيض شوقا لزوجته وابنتيه اللاتي يصفهن بـ أعز ما لي في الحياة. أما حمدي الذي يشير اليه فهو حمدي عاشور. أرجو أن تزوري حرم عبدالمنعم أفندي إن امكنك. جمال
عزيزتي تحية سلامي الزائد وأشواقي وقبلاتي الزائدة لك ولهدي ومني... أكتب لك الآن السبت6/21 بعد الهدنة والهدوء حولي من كل مكان.. وصلني جوابك أمس بتاريخ6/3 وإن الخطابات تتأخر الآن عن الماضي لتغير الظروف فقد تركت غزة من يوم4 الجاري. مرسل بعض أوراق البوستة لاعطائها لعادل وهي من إحدي المستعمرات اليهودية التي استولي عليها الجيش المصري. أظن أننا سنمنح إجازة في مدة الهدنة وينتظر أن أحضر فيها ان شاء الله. هل وصل حضرة الوالد الي مصر. سلامي لك وأشواقي وقبلاتي لك ولهدي ومني. جمال عبدالناصر
ـ يلاحظ في هذه الرسالة حرصه علي ارسال طوابع البريد اليهودية من إحدي المستعمرات التي سقطت في يد الجيش المصري الي عادل وهو ابن شقيق السيدة/تحية والذي كان يهوي جمع طوابع البريد, كما يلاحظ الكتابة العبرية المطبوعة علي ورق الرسالة.
عزيزتي تحية قبلاتي الزائدة لك وأشواقي التي لا حصر لها. أكتب لك الآن الساعة التاسعة مساء الخميس 7/1/1948 بعد أن كلمني عبدالحكيم بالتليفون وبلغني أنه كلم عبدالحميد وأنا في شدة الأسف لأني لم أستطع في هذه المدة الكلام بالتليفون وذلك لشدة انشغالي ولعدم وجود من يحل محلي حتي أخلي نفسي وأتوجه للكلام في التليفون وهذا المشوار يستغرق من وقتي3 ساعات علي الأقل لأتكلم3 دقائق وإني باستمرار أضحي بتعبي وبالمشوار مهما كانت الظروف حتي أكلمك وأطمئنك ولكني اليوم ويوم الاثنين الماضي ويوم الخميس الماضي لم أتمكن مطلقا من وجود وقت للكلام في التليفون مع مصر وكلفت أحد الأصدقاء بالكلام يوم الاثنين وكلفت عبدالحكيم بالكلام اليوم ولا داعي مطلقا للانشغال وان شاء الله سأكلمك يوم الخميس المقبل وستكون اجازتي التالية انشاء الله يوم19 الجاري. سلامي وقبلاتي وأشواقي الزائدة لك ولهدي ومني. جمال عبدالناصر
هذا الجواب مرسل مع أحد الزملاء القائمين بالاجازة ومسافر صباح الجمعة. جمال
ـ يلاحظ في هذه الرسالة المشقة التي كان يتكبدها كاتبها بالسير علي الأقداملمدة 3 ساعات حتي يظفر بسماع صوت زوجته لمدة3 دقائق, وقد وصف هذهالمسافة في خطاب آخر بأنها60 كيلو مترا. عزيزتي تحية سلامي وأشواقي وقبلاتي التي لا نهاية لها. أرجو أن تكوني بخير وفي أحسن حال. أكتب لك الآن وأنا علي شاطئ البحر في الصباح والهواء جميل والجو رطب... ولا ينقصني شيء سوي وجودك مع الأولاد بجواري.. وحشني منزلنا جدا وان شاء الله سأحضر قريبا.. وبالمناسبة دي في يوم02 رمضان سأحصل علي رتبة صاغ.. سلامي الزائد لك وللأنجال ولشوقي جمال عبدالناصر 31/7/1948
ـ في أكثر من رسالة يحاول أن يصور لزوجته أنه في رحلة سياحية رغم ماتعرض لهمن حصار معروف في الفالوجا, وفي هذه الرسالة يحاول أن يدخل السرور الينفسها بأن يزف اليها خبر حصوله علي رتبة صاغ.
عزيزتي تحية سلامي وأشواقي وقبلاتي لك وللأنجال.. أرجو الله أن تكونوا في أحسن حال.. وصلتني صور هدي ومني وقد كانت مفاجأة لطيفة عندما فتحت الجواب.. أنا مبسوط جدا ولا ينقصني الا الوجود معكم وأنا دائما أشعر بالنقص في حياتي لبعدكم عني.. وأرجو الله أن نجتمع قريبا في أحسن الأحوال وأسعدها وأن يكتمل هذا النقص.. عباس أفندي هرب وقابلته اليوم وهو بكامل الصحة... سلامي وأشواقي وقبلاتي لك. جمال عبدالناصر
ـ رسالة طريفة يشير فيها الي زميل أسر في الحرب لكنه تمكن من الهرب والعودةالي وحدته, حيث لم يكن ينقل من أخبار الجبهة إلا مالم يكن ليكدر صفوزوجته أو يزيد من قلقها. عزيزتي تحية سلامي وقبلاتي وأشواقي الزائدة لك ولهدي ومني... وصلني أمس خطابات من الوالد ومن عز العرب ومن العم. وكلهم يطمئنوني عليك وعلي الأولاد.. وقد كان بودي أن استلم خطابا منك فإني لم استلم جوابا منك منذ خمسين يوما ويمكن الآن أن ترسلي لي خطابات باستمرار فأنا مشتاق جدا الي جواب منك.. وقد علمت من العم أنك لا تغادري المنزل مطلقا وكل رجائي أن تكوني مطمئنة جدا وأن تحافظي علي نفسك وعلي الأولاد.. وأن تعملي علي الترويح عن نفسك وعن الأولاد باستمرار وان شاء الله قريبا نجتمع سويا ونمضي أيام سعيدة... ويجب أن تكوني مطمئنة جدا ولك يا حبيبتي قبلاتي التي لا حصر لها وأشواقي وقبلاتي للعزيزتين هدي ومني.. جمال عبدالناصر 6/12/1948
ـ رسالة تعبر عن قلقه الزائد لعدم تلقيه رسائل منذ 50 يوما, ويلاحظ فيهاحرصه علي أن تروح زوجته عن نفسها, كما يلاحظ أن الرسالة أرسلت بالبريدوأن المظروف يحمل طابعا عليه صورة الملك الذي اسقطه كاتب الرسالة وقد جاءتالصورة في وضع مائل!! | |
|