في لقاء خاص مع"إيلاف" دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى حوار سياسي وإقليمي مع إيران وعدم اعتبارها بلداً غريبة عن الوطن العربي، معتبرًا من جانب آخر أن ما حدث في مصر ليس وليد أيام، إنما هو تراكمات لأمور، أدت إلى توتر إحباط ويأس في أوساط الناس.
وأكد موسى أن خلاصة التغيير الذي يريده الناس هو عودة مصر الفتية، فهي دولة عربية كبرى ُينتظر منها أن تلعب دورًا قياديًا، مشددًا على أن التغيير الحاصل في العالم العربي هو "تغيير عربي" لأسباب مجتمعية عربية، وليس تأثرًا بأية ثورة أخرى، وأن هذا هو الشرق الأوسط الجديد باللغة العربية، محددًا الموقف المصري من النزاع العربي الإسرائيلي بأنه هو الموقف العربي المستند إلى المبادرة العربية التي اعتمدت في بيروت، مؤكدًا نيته ترك الجامعة العربية، وتسليم الأمانة في القمة العربية المقبلة، ومعلنًا عن ترشّحه المقبل للرئاسة المصرية بعد اكتمال عنصرين.
الأمين العام لجامعة الدول العربية رأى "أن ماحدث في مصر ليس وليد يوم أو اثنين، إنما هو تراكمات نتيجة أمور أدت إلى توتر في أوساط الناس، إضافة إلى شعورهم بأن مصر لم تعد هي مصر التي كانت تلمع في أعين المواطنين، وهو ما أوصلهم إلى نوع من الإحباط وشيء من اليأس في التغيير"، وأضاف "كثير منّا أحسّ بهذا، وأنا عبّرت عن هذا الكلام صراحة أمام القمة العربية التنموية في شرم الشيخ"، وهذا كله أدى إلى الرغبة الحادّة في التغيير.
من وجهة موسى، فإن خلاصة التغيير الذي يريده الناس"هو أن يكون لمصر سياسة داخلية فاعلة وسياسة عربية وإقليمية، تتماشى مع متطلبات العصر الجديد والقرن الجديد، وفي الوقت نفسه تتماشى مع مطالب الناس، ولذلك أمامنا عمل في مصر في الميادين الداخلية والخارجية والإقليمية بصفة خاصة، والعربية بصفة أكثر خصوصية".
حول ما يتمناه لمصر، أكد موسى "أن مصر دولة عربية كبرى، ُينتظر منها أن تلعب دورًا قياديًا في الاطار العربي والإقليمي، والتعبير عنهما دوليًا"، موضحًا أن صيغة الجامعة العربية من أفضل الصيغ التي تجمع الدول العربية وتحقق فاعلية الريادة.
عمرو موسى المرشّح المقبل للرئاسة المصريةأما عن قراره بالترشّح للرئاسة في مصر، فقال موسى" نويت أن أترك الجامعة العربية في نهاية الفترة التي اُنتخبت لأجلها، وسوف أسلّم أمانة الجامعة في القمة العربية المقبلة، وأعود مواطنًا مصريًا عاديًا، لي كامل الحقوق التي يتمتع بها المواطن المصري، وسوف أترشّح لهذا المنصب الأعلى في مصر". ولكن هناك عنصرين تطرّق إليهما الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث لفت إلى أن"هناك أشخاصًا طلبوا مني الترشّح للرئاسة، وأنا أشكر ثقتهم، إلا أنه من جانب آخر، وهو جانب يتعلق بي، إذ لابد أن أنتظر، وأرى ماهو الدستور الذي في إطاره سوف ُينتخب الرئيس المقبل؟، وهو ما سيظهر خلال أيام، لأقرر حينها الطريق الذي سأسلكه".
وردًا على سؤال حول هل ستنعقد القمة العربية المقبلة، وفي حال لم تنعقد فكيف سيسلّم موسى منصبه؟، أجاب "المفروض أن تنعقد القمة العربية، وحتى لو لم تنعقد سنرى الطريقة الملائمة لتسليم الأمانة في التوقيت المناسب".
رياح التغيير هبّت على العالم العربي ولا سبيل إلى وقفها موسى أوضح بخصوص ما يجري حاليًا على الساحة العربية "أن ريح التغيير قد هبّت على العالم العربي، وأنه لا سبيل إلى وقفها، وأنه من الضروري في مكان فهم وتقدير الأوضاع الجديدة في الوطن العربي من كل النواحي النفسية والذهنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي أصبحت تتفاعل لتطلق رياحًا شديدة القوة".
لافتاً الى أن هناك من يتحدث عن نظرية الدومينو، وأنه "من جانب آخر هناك من يرى ويقول إن كل بلد مستقل بتطوراته عن الآخر، إلا أنني لا أرى ذلك، وأجد أن الذهنية العربية واحدة، وأن الثورة في مصر لم تكن اعتباطًا، وتأثرت بما جرى في تونس بشكل من الأشكال، كما تأثرت بثورة مصر دول عربية أخرى بطريقة أكبر نظرًا إلى ما تتميز به مصر عربيًا".
وأضاف " إذا نظرنا إلى الهتافات في كل الدول العربية فهي هي نفسها، نعم هناك تأثير وتأثّر، وليس هناك انفصام كما يرى البعض".
مستقبل العلاقات العربية مع إيران وحول مستقبل العلاقات العربية مع إيران في ظل التغييرات الحالية في الأنظمة العربية اعتبر موسى "أن الأمر يتوقف على طهران أيضًا، ولا يتوقف على الدول العربية فقط، ويتوقف على كيفية فهم إيران لهذه التغييرات، وأنا من الناس الذين نادوا دائمًا بحوار سياسي وإقليمي مع إيران، وبأننا لايجب أن نعتبر إيران بلدًا غريبة عنا، وهذه وجهة نظري، ولا تزال، وعندما نتكلم عن ردود الفعل الإيرانية تجاه ما يحدث في الوطن العربي فهناك طريقان لابد من شرح مسارهما وهما منحى العرب تجاه إيران، ومنحى إيران تجاه العرب".
وأشار موسى إلى أنه ُسئل من أحد الأخوة الإيرانيين عن موقف مصر من النزاع العربي الإسرائيلي وهل تغير الآن؟، فأكد موسى "أن موقف مصر هو الموقف العربي المستند إلى المبادرة العربية التي اعتمدناها في بيروت، وطالما هي قائمة، فهي التي يتأسس عليها موقفنا".
وشدد موسى على "أن التغيير الحاصل في العالم العربي هو تغيير عربي، لأسباب مجتمعية عربية، وليس تأثرًا بأية ثورة أخرى، وإنما هذا قد يفتح الباب إلى حوار، إذا كانت كل الأطراف متفهمة أهمية هذا الحوار"، موضحًا أن العالم العربي حالة قائمة بذاتها، يمكن أن تتأثر، ولكنها أيضًا تؤثر.
شرق أوسط جديد باللغة العربية ردًا على سؤال حول هل هذا هو الشرق الأوسط الجديد المخطط له؟ رأى الأمين العام "أن هذا هو الشرق الأوسط الجديد باللغة العربية، وليس بالطريقة التي ُطرحت علينا، وكانت لتأكيد نفوذ أجنبي، وليس لإعادة البناء العربي". وأكد موسى أن "هذا هو الشرق الأوسط الجديد وفق رغبات الشباب العربي، وهذا ماحصل واتَضح تمامًا في تونس ومصر".
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]