حريق عزبه بلال انذار جديد لحرائق العشوئيات القادمه

مئات من أهالي الشرابية أتت النيران على ممتلكاتهم

خليط من مشاعر الذهول والهلع والحزن ما ملأ نفوس أهالي عزبة بلال بالشرابية وسط القاهرة، بعد أن شب حريقٌ هائلٌ في منطقة مغالق خشب أبو خليفة؛ مما أسفر عن إصابة 13 فردًا وتدمير عدد من المنازل والمحلات التجارية، بعد أن امتدت النار لثلاثة عقارات ومسجد.

وعزبة بلال هي إحدى العشوائيات المنتشرة وسط القاهرة منذ ما يزيد عن 40 عامًا، وهي تقع على مزلقان أبو الخليفة المشهورة ببيع أخشاب والقطع المعدنية المشكَّلة من القصور القديمة.

سيدة يعتريها الحزن على ما سلبته ألسنة اللهب منها

وقدرت الخسائر بأكثر من 10 ملايين جنيه، من ضمنها صفقات الأخشاب المخزنة هناك، بالإضافة لمحتويات أكثر من 100 مسكن عشوائي.

وأكد شهود العيان أن الجاني هو شاب يُدعَى أشرف محمود (عاطل)، وعلى خلاف بمجموعة من ساكني العزبة؛ حيث قام في الواحدة إلا الربع من صباح اليوم بإلقاء مادة قابلة للاشتعال "كيروسين" على منطقة العشش والمغلق وفرَّ هاربًا على الفور، ولا تزال قوات الأمن تحاول العثور عليه.

وتفقد الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة موقع الحريق، موضحًا أن المحافظة ستدرس حجم الخسائر، وبناءً عليه ستقرر صرف إعانات وتعويضات للمواطنين الذين تضرروا جراء هذا الحريق.

وأضاف المحافظ أن هذه المجموعة من "مغالق" تجارة الأخشاب عشوائية، وصادر بحقها قرارات إخلاء منذ فترة طويلة، مشيرًا إلى أن أجهزة المحافظة ستعمل في القريب العاجل على تنفيذ قرارات الإخلاء حفاظًا على أرواح المواطنين.

مواطن يحاول إخماد النيران وآخر يشاهد الموقف متحسرًا

[/center]

ويقول شعبان محمد بالمعاش: "أنا ضعت خلاص، أوراقي كلها راحت: البطاقة وقسايم الجواز بتاعت أولادي وورق التأمين الصحي، وكمان ورق المعاشات راح أصرف أنا معاشي وأأكل عيالي إزاي دلوقتي.. حسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم ومفتري".

وتضيف السيدة عاطف (ربة منزل): "أعمل إيه دلوقتي بقينا في الشارع، طب كنا عايشين في عشش وكنا حمدين وصابرين، دلوقتي نعمل إيه أروح أنا وبناتي فين، والواد الصغير ده "حفيدها" مريض ودواه اللي بالشيء الفلاني راح مع الحاجات اللي راحت".

وبنبرة غاضبة أكد محمد علي صاحب مغْلَق: "أنا خلاص بقيت على الحديدة، الخشب اللي كان في المخزن كنت مداين بسببه، دلوقتي خلاص السجن هو مصيرنا، فالدفع يا الحبس، والله لو الحكومة ماخدتش حقي وحقي الناس الغلابة دول لأولع بيت الجاني محمود ده ما هي راحت خلاص أخاف على إيه".

ووسط تلك المشاعر والمواقف رأينا مجندًا بالقوات المسلحة يبدو عليه أنه عائد لتوه من وحدته في إجازة يصرخ ويقول "أماه" حيث إنه من أحد سكان العزبة، ورأى بيته وقد سوى به الأرض فأخذ يبحث عن أمه وعائلته، حتى وجدهم وقد استضافهم جيرانه وسط دموع وأحضان الشاب بأمه.

طفل حملته همته العالية على أن يبذل ما في وسعه لمحاصرة النيران

وذكر مصطفى شلبي (كهربائي يسكن قبالة العزبة) أنه في الساعة الوحدة بعد منتصف ليلة أمس شاهد شابًا يلقي مواد مشتعلة على العزبة والتي حوَّلت في دقائق المكان إلى كتل نارية مشتعلة، لم تستطع قوات الدفاع المدني السيطرة عليها بعد أن جاءت متأخرة كالعادة، رغم وجود نقطة إطفاء "مَهْمَشَة" والتي يوجد بها أكثر من 5 عربات إطفاء، وامتدت الحرائق إلى البيوت المجاورة للعزبة، واستمر هذا حتى جاءت عربات إطفاء القوات المسلحة، والتي ساعدت بشكل كبير على عمليات الإطفاء.

ومن على جانب لشارع بلال الشرقي الواقعة فيه العزبة وجدنا امرأة تندب حظها قائلة لنا: "حرام اللي بيحصلنا ده، ذهبي راح وذهب بناتي اللي إحنا كنا بنتعكز عليه في وقت الشدة، حتى الغسالة اللي كانت علشان جهاز بنتي راحت وتمنها لسة مابردش.. هو الفرح ليه مش عاوز يفوت علينا.. الحمد لله".

ووسط أعمدة الدخان ذكر الحاج سمير بالمعاش: "التلاجة اللي كنت جيبها للعيال قبل الصيف ولسه أقساطها مكملتش راحت مع اللي راح.. يعوض علينا ربنا".

» شاهد أقوال المتهمين فى حريق المجمع العلمى
» جديد فى بيتك
» ديكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــور جديد جدا 2009
» معنى جديد للحب
» 4 مايـــــــــو يوم ولدت مصر من جديد