sayedmadkoor
مالك ومؤسس منتديات اديب الظل
عدد الرسائل : 2414
العمر : 52
العمل/الترفيه : الادب والشعر والخواطر
المزاج : ادب وشعر وثقافه
الدولـــة : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/02/2008
 |  موضوع: عبد الحكيم عبد الناصر :علي الرئيس القادم أن يختار بين جنازة القرن ومحاكمة القرن  الأربعاء 28 سبتمبر - 5:27:58 | |
| عشنا معه حياة عادية جدا كأي أسرة متوسطة بلا امتيازات ولا استثناءات ..
وبعد وفاته لم تكن لنا مطالب
الرئيس
عبد الناصر
عاش ومات
من أجل الفقراء وگان مهموماً بالمهمشين
مايقال عن غياب حرية التعبير في عهد عبد الناصر كله كذب و»بنك القلق« شاهد علي ذلك
والدتي قاطعت مراسم عقد قراني لأن السادات گان شاهداً علي العقد
إذا لم ننقذ ثورة 25 يناير
ستلقي مصير ثورة 1919 أو الثورة الفرنسية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في بداية هذا الحوارالذي نجريه مع المهندس عبد الحكيم عبد الناصر بمناسبة الذكري الحادية والأربعين علي رحيل الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، وبعد ان ألقيت عليه السؤال الأول، استوقفني حكيم ولم يشأ أن يبدأ إجابته علي الأسئلة قبل ان يسجل شكره للشعب المصري العظيم الذي خرج بكافة فئاته وأجياله ليشيع مع الأسرة جثمان شقيقه - أكبر أبناء الزعيم - الدكتورخالد جمال عبد الناصر الي مثواه الأخيرحين وافته المنية قبل أيام من ذكري وفاة والده. قال حكيم: "قبل أن أجيب اود ان استهل كلامي بتقديم الشكر للشعب المصري العظيم بعماله وفلاحيه وللشعب العربي الذي تكاتف مع الأسرة في حزنها وأخرج كل ما فيه من رقي ومشاعر الحب التلقائية وأبدي أنبل مشاعر الوفاء والاعتزاز للزعيم. هذه الجموع التي خرجت بمنتهي العفوية وإنكار الذات فلم يقولوا من هم لكنهم فقط أرادوا توصيل رسالة لنا هي : إذا كنتم انتم أبناء عبد الناصر فنحن أيضا ابناؤه الذين عاش ومات من أجلنا . المشهد الذي ظهر في جنازة خالد أري فيه أكبر ضربة لكل من حاول هدم أو تشويه ذكري عبد الناصر. لقد وجه الشعب المصري والشعب العربي لطمة علي خد كل من حاول المساس بسيرة الزعيم الراحل زعيم العالم الحر. هذا الشعب الذي أثبت انه يعرف جيداً من هو الزعيم الذي عاش ومات من أجل شعبه ومن هو الذي عاش ومات من أجل أن يثري."
كنت ارغب في ان يغلب الجانب الإنساني علي هذا الحوار فنضيئ به زوايا ربما تكون أظلمت بفعل النسيان وطغيان الملمات، وهنا يبدو من المهم الإشارة الي أن "حكيم" وهذا هو الإسم الشائع له بين أفراد الأسرة وأصدقائها ومحبي الزعيم الراحل، ربما يكون أقل أشقائه حظاً في التمتع بذكريات طويلة مع الوالد، فقد رحل الزعيم وكان لايزال في مرحلة الدراسة الثانوية، بيد انه ربما كان اكثر التصاقا بوالدته بعد رحيل الزعيم وحتي وفاتها بحكم إقامته معها لأنه اصغر الأبناء ، من ثم كانت لديه الفرصة اكبر للاستماع الي أحاديث الذكريات التي جمعتها والي شرح أحداث كانت تفوق طاقة عقله الصغير عن استيعابها. مع ذلك لم يكن هناك بد من ملامسة بعض همومنا السياسية الراهنة، ونحن نتعطر بذكري رحيل أبي الأمة المصرية المعاصرة ومؤسس جمهوريتها الأولي.
<<<<<<
في كتابها الذي صدر مؤخراً " سنوات معه" ذكرت المرحومة السيدة تحية عبد الناصر انها شرعت في كتابة مذكراتها اكثر من مرة، بل وأتمتها في احدي المرات وعرضت اوراقها علي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وقد رحب بالفكرة وشجعها علي المواصلة، لكنها في لحظة مزقتها مكتفية بلحظات السعادة التي تعيشها في كنفه.
< بعد سنوات -كما ذكرت في الكتاب - ألححت أنت عليها مرتين في تسجيل ذكرياتها مع الزعيم كتابة. هل تذكر لنا التفاصيل؟
<< فعلاً كنت أنا من بين اخوتي الذي اقيم مع الوالدة رحمها الله فأنا أصغرهم. وكانت تظل تحكي لي ذكرياتها السعيدة فطلبت منها أن تسجل هذه الذكريات كتابة. وبالفعل قامت بتسجيلها كتابة بشرط عدم النشر الا بعد وفاتها. وقد احتفظت شقيقتي الكبري الدكتورة هدي بمسودة الكتاب حتي قررنا نشره مؤخراً. وقد حرصنا علي عدم التدخل في صياغة الكتاب وربما يلاحظ القارئ تلقائيتها في السرد وبساطة الأسلوب.
< هل كنتما تتشاطران الذكريات، وتكملان الوقائع، بمعني هل كنت تذكرها مثلا ببعض الأحداث والمواقف؟
<< شوفي الوالدة كان يمكن ان تنسي أي شيئ او موقف، لكنها لا يمكن ان تنسي أي موقف أو همسة أوحديث دار بينها وبين جمال عبد الناصر. لقد كانت متيمة به الي حد بعيد، وعندها حق بصراحة. يضحك حكيم ويواصل باهتمام: وهو أيضاً كان متيما بها، خطاباته ورسائله لها تنم عن ذلك. كانت هي حبه الأول والأخير وهو أيضاً بالنسبة لها.
< حقا الكتاب يبين حياة مفعمة بالمحبة والود والرومانسية. لكن هل كانت الحياة جميلة ومثالية الي هذا الحد؟ ألم تكن هناك منغصات أو مغاضبات؟
<< حتي لو كانت هناك مثل هذه المواقف العادية فلم نكن نحن الأبناء نشعر بها. وكان كل حزنها بسبب ابتعاده كثيرا عن البيت أثناء الأزمات السياسية، وقلقها عليه وافتقادها له.
< من الواضح انها لم تكن تتدخل في الشؤون السياسية او الإدارية للبلاد؟
<< في الفترة المبكرة من حياتهما الزوجية وحتي فترة معينة كانت الوالدة تمارس امومتها تماما طوال الأربعة وعشرين ساعة وتعتني بكل احتياجات اولادها بنفسها كأي أم عادية وتمارس مسؤولياتها تجاه اطفالها الذين يحتاجون لرعايتها. وفي أوائل أيام الثورة كانت تقوم بنفسها بالتسوق لنا وتحضير طلبات المدارس وتشتري لنا الملابس من عمر افندي وشيكوريل. لكن من ناحية أخري كان الوالد يشجعها علي القيام بدورها ومسؤولياتها كزوجة للرئيس وفي حدود الأعراف الدبلوماسية فكانت تستقبل الضيوف الرسميين معه وتستقبل زوجات الضيوف وتقوم بالدور الاجتماعي المطلوب منها ، لكنني لا أذكر أبداً انها اتصلت مثلا بأحد الوزراء او المسؤولين في الدولة أو تدخلت في شأن من شؤون الحكم.
أب للجميع
< وردت في الكتاب واقعة طريفة تخصك لكنها ذات دلالة عميقة حين نجحت في إحدي سنوات الدراسة وطلبت ان تكون مكافأة النجاح سفرية خارجية الي لندن؟
<< يضحك حكيم لهذه الواقعة ويقول: كنت طول عمري اتمني اقتناء موتوسيكل، وعبرت عن هذه الأمنية. وبعد ظهور النتيجة هنأني الوالد وأراد تطميني الي انه يتذكر رغبتي وسيحققها لي. فقال لقد طلبت الإتيان لك بالموتوسيكل الذي كنت تريده لمكافأتك علي النجاح، كنت قد فكرت انني لم اسافر الي الخارج كباقي اصدقائي وغالبية الشباب من سني فقلت له: أنا لا أريد الموتوسيكل أريد أن أسافر في الإجازة الصيفية الي لندن.
تمتم الوالد قليلا وقال : لا مانع لكن هل تري انه من اللائق ان تسافر انت الي لندن بينما اخوانك الجنود يقضون الصيف علي الجبهة؟ كنا وقتها أثناء حرب الاستنزاف ( يوضح حكيم ويواصل حكايته) أعدك بتحقيق رغبتك بعدما نزيل آثار العدوان .أطعت وخرجت من الغرفة واكتشفت انني لم احصل علي المكافأة لا السفرية ولا الموتوسيكل. لكن بعدها وجدتهم يخيرونني بين اللونين الأحمر والأزرق من موتوسيكلات كانت شركة النصر تنتجها وقتها.
< كنت الأصغر بين اخوتك فهل كنت أكثرهم تدللا علي الوالد؟
<< لأني كنت طفلا فلم تكن هناك حواجز، وكان من الممكن ان يكون الوالد جالسا مع داج همرشولد ( السكرتير العام للأمم المتحدة في الفترة من 1953-1961) مثلا فيجدان طفلا يقتحم الجلسة ويأتي بتصرفات مضحكة فيعرفه بي ويقول هذا ابني الأصغر وبعد فترة يقول لي: انصراف، ولو زودتها يأتي بأحد ليخرجني من الغرفة.
< هل جعلك هذا قريبا من أصدقائه؟
<< كنت أشعر أنني قريب جدا من الرئيس اليوغوسلافي وقتها تيتو، وأيضا من الرئيس السوڤييتي نيكيتا خروتشوف كانت بيننا ألفة غريبة.وحين جاء في شهر مايو وقت تحويل مجري النيل كنت الوحيد الذي انهي امتحاناته من اخوتي وكنت "فاضي" والتصقت بأبي حين كان في استقباله بالأسكندرية وكان رجلا خفيف الدم للغاية وأخذ في ملاعبتي وتدليلي، ثم بعدها جمعت الصداقة بيني وبين أولاد ابنته حين جاءوا في زيارة لمصر وكانوا في اعمار مقاربة لنا.
< ما أكثر موقف تعلمت منه درساً أو قيمة من خلال تعاملات الوالد مع من هم خارج المنزل وزير مثلا أو مسؤول في الدولة اوأصدقائكم المقربين، أو حتي مواطن عادي اثناء جولاته الميدانية؟
<< تعاملات الوالد مع الوزراء والمسؤولين كانت تتم بعيدا عن المنزل، أما من كنا نراهم كثيرا في المنزل فكانوا أعضاء مجلس قيادة الثورة وأولادهم يعني المشير عبد الحكيم عامر، حسين الشافعي،زكريا محيي الدين، عبد اللطيف البغدادي،وهكذا.. وكانت العلاقة بالأبناء حسب السن فمثلا جمال بن المشير عامر كان من سن المرحوم خالد وكان في سن متوسط بينه وبين عبد الحميد شقيقي الثاني. بالنسبة لي كان ناصر بن المشير صاحبي لأنه من سني، وكان المرحوم أحمد بن حسين الشافعي صديقي وكذلك محمد زكريا محيي الدين وجمال بن أنور السادات فكانت هذه هي الدائرة الخاصة بي من الأصدقاء . وكان اقربهم لي احمد حسين الشافعي بجانب هؤلاء كان هناك المرحوم احمد سامي شرف الذي تأثرت بفقدانه فجأة وكنا متلازمين.
أحيانا كنا نستعين بالمدرسين يشرحون لنا ما يستعصي من الدروس. وكان المدرس يفاجأ بالوالد يدخل الينا في الحجرة ليطمئن علي الأحوال وسير الدراسة وسرعان ما ينصرف ويغادرنا.
رحلة جزيرة نلسون
لكن اهم ما لفت نظري هو اهتمام الوالد بكل ما يهم المصريين العاديين. لو كنا ماشيين وتقدم أحد المواطنين نحوه بشكوي لم يكن يهملها ابداً لأنه كان يعتبر نفسه خادما لهذا الشعب. وأذكرذات مرة كنا بالأسكندرية وقال لنا الوالد سأصحبكم في رحلة الي جزيرة نلسون أخذنا لنش ولم تكن هناك قوات بحرية او حرس حدود للتأمين كما يحدث هذه الأيام.
< ولا حرس جمهوري؟
<< لا..لا شيئ كان فقط قائد اللنش ومساعده وفي مثل هذه الحالات كان يصحبنا كنوع من الحراسة وأيضا كواحد من العائلة المرحوم محمود فهيم سكرتير الوالد. وكأي ناس عاديين يذهبون في رحلة لأبي قير. بمجرد نزولنا الي الجزيرة لاحظنا وجود صيادين نائمين علي الشاطئ. فحاول احد الأشخاص حين انتبه لوجود الرئيس صرفهم من المكان ، لكن الوالد رفض وكان أكثر ما شغله وقتها انه يريد معرفة الظروف والأسباب التي دفعت هؤلاء الصيادين لترك مراكبهم والنوم علي الشاطئ بهذا الشكل. طبعا استيقظوا ووجدوا انفسهم فجأة مع جمال عبد الناصر.تركنا الوالد وذهب يجلس معهم علي الرمل والتفوا حوله في حلقة يحكون مشاكلهم. طبعا "باظت" الرحلة. وبعد فترة جاءنا وهو مهموم وقال: هيا هيا نعود. عرف منهم مشاكلهم وانهم من تلك الفئة المقهورة والمطحونة من الصيادين الذين يواجهون كبار الصيادين الذين يحتكرون الصيد في البحر. وقال لمحمود فهيم ان يعود اليهم ويعطيهم عيدية كنا في اجازة عيد. قطع الرحلة وعاد بعدها ليقيم مشروعا لصغار الصيادين وماتزال حتي الآن موجودة لنشات باسم مشروع لنشات ناصر وهم الذين أطلقوا اسمه عليها .
< هل كانت له صداقات من خارج الدائرة السياسية؟ من الطفولة .. من ايام الدراسة؟
<< كانت له صداقات بالطبع معروفة ومنهم اللواء النشرتي وكان الملك اليوناني بول وحينما كان في زيارة لليونان استقبله أعضاء الجالية اليونانية الذين عاشوا بالأسكندرية وقد عرفهم لأنه عاش فترة طويلة بالاسكندرية، واهداهم هدايا. لكنني لم اكن علي اطلاع بهذه الصداقات.الأصدقاء الذين كنا نراهم في بيتنا من أعضاء مجلس قيادة الثورة فقط. جمال عبد الناصر لم يكن يسمح بتداخل العلاقات ولا ان تتحكم فيه العلاقات الجديدة أوالخاصة ولا بأي امتيازات خاصة لأحد أفراد العائلة. هناك قصة شهيرة كتبها فرغلي باشا في مذكراته بفخر. حين كان علي صلة بجدي من أيام الاسكندرية وبعد قيام ثورة يوليوقام بتعيينه عضوا في مجلس إدارة الدائرة الخاصة به وقتها قال له الرئيس جمال عبد الناصر يا فرغلي باشا هل تعرف والدي جيداً؟ هل اكتشفت مواهبه فجأة؟ وكان درساً مهماً.
رئيس بلا امتيازات
< كيف استفدتم من كونكم أبناء رئيس الجمهورية؟ بالمناسبة هل أديت الخدمة العسكرية؟
يرد باستنكار: طبعاً قمت بأدائها وإن كان ذلك بعد وفاة الوالد. كانت خدمتي العسكرية في اواخر عام 1976. ويواصل: علي فكرة الوالد لم يكن يقبل بأي محاباة لأي من أبنائه، كلنا اجتهدنا من اجل مستقبلنا وحصلنا علي ما يناسب مجهودنا كل واحد حسب قدراته وتحصيله كأي أسرة عادية. منا من اجتهد مثل خالد رحمه الله ولولا اجتهاده لما حصل علي الدكتوراة من أعرق جامعة بريطانية (الإمپريال كوليدچ). يواصل حكيم ذكرياته فيقول : حتي الرئيس لم تكن له امتيازات خاصة. كنا في سنة 1970 (عام وفاة الزعيم الراحل) ولم تكن هناك طائرة رئاسية ، وكان الرئيس في كل رحلاته الخارجية يستقل طائرة عادية من طائرات مصر للطيران ولم تكن التحضيرات التي تتم من اجل استقبال الرئيس علي الطائرة تتجاوز توسيع الدرجة الأولي بها قليلا وتغيير اتجاه المقاعد لتصبح متواجهة مع إضافة منضدة صغيرة في المنتصف. في هذه الدرجة كان ينضم للرئيس أقرب أعضاء الوفد المرافق له مثل نواب الرئيس او رئيس الوزراء، أما باقي الوفد بما فيهم الوزراء فكانوا يستقلون الدرجة الاقتصادية، وإذا أراد أحد الوزراء مخاطبة الرئيس كان ينضم اليه في الدرجة الأولي ويجلس اليه حول المنضدة الصغيرة ثم يعود الي مقعده ليحتله وزير آخر.
حياة عادية
< ألم تكن لديكم أي مظاهر للترف كأن تصحبوه مثلا في رحلات خارجية خاصة،أو ان تقوموا بسفريات صيفية شبابية؟
<< لقد صاحبناه مرتين في رحلاته للخارج إحداهما كانت الي يوغوسلافيا واليونان وكان يستقل الباخرة "المحروسة" ، وتعلمين ان البواخر تسمح بإقلال عدد كبير من المسافرين. في يوغوسلافيا الرحلة كانت رسمية وايضا عائلية وكان الرئيس تيتو مصاحبا لنا بعائلته. المرة الثانية كانت اثناء رحلته العلاجية الي سخالطوبوت في ولاية چورچيا بالاتحاد السوڤييتي سابقا. أما مصايفنا العائلية فكانت عادية جداً كأي أسرة مصرية متوسطة تقضي المصيف في الأسكندرية او رأس البر أو مرسي مطروح علي الأكثر. مع ان وقتها كانت المصايف العالمية متاحة مثل مونت كارلو ونيس والريڤيرا الإيطالية وكابري التي كان الملك يتوجه اليها.
< أشاكسه: لم يكن الساحل الشمالي موجودا وقتها أو برج العرب؟
<< لا لم يكن موجودا مع انه اول من توجه اليه وأقام مشروع سيدي عبد الرحمن. أما برج العرب فكان استراحة قديمة قائمة من زمان علي البحر كل ما أضافه هو إقامة كشك صغير لتبديل الملابس. هذا الكشك تحول بعده الي مبان وفيللا فاخرة بحمام سباحة، ومؤخرا تحول الي مقر التصييف في أيام حسني مبارك.
< هل كان خالد اقربكم للوالد باعتباره اكبر الأبناء؟
<< كلنا كنا نتمتع بمكانة قريبة من الوالد، لكن ربما كانت هواية الشطرنج التي جمعت بين الوالد وبين خالد هي التي قربته منه لمدد أطول. حكي لنا الوالد انه انهزم في اول مرة لعب شطرنج ولم يقبل الهزيمة فأخذ يقرأ كل كتب الشطرنج حتي لم يعد أحد يستطيع منافسته في اللعبة، وخالد كان من هذا النوع يقرأ كثيرا في الشطرنج اما انا وعبد الجميد فكنا نلعب الطاولة.
< بعد وفاة الوالد هل لعب خالد دور الأخ الأكبر بديل الأب؟
<< نحن كنا نعتبره ممثل الأسرة في المواقف الرسمية ، وعلي المستوي الأخوي لم يكن فارق السن بيننا كبيرا لدرجة ان يصبح الأب البديل،بينه وبين عبد الحميد اقل من سنتين وبيني وبين عبد الحميد ثلاث سنوات، لكنه ظل الأخ الأكبر الذي استشيره في حياتي وساعدني كثيرا لأنه كان سابقني في كلية الهندسة وعندما أصبح معيدا كنت اجمع زملائي ليقوم هو بمساعدتنا وشرح المواد، ثم كانت مساعدته الكبري حين عاش في لندن ليدرس الدكتوراه وكنت كلما رغبت في السفرللخارج أزوره هناك.
< كيف كان شكل العلاقة مع نظام الرئيس السادات بعد وفاة ناصر هل كان هناك تجاهل لأسرته أو تضييق أم مجاملة وتكريم؟
<< اولا لم تكن لنا كأسرة عبد الناصر أي مطالب . وبالتالي لم تكن هناك مطالب ومجاملات إلا اذا اعتبرت تجنيدي هنا في الحرس الجمهوري مجاملة وكان ذلك أثناء اشتداد شراسة الحملة علي الوالد. علي المستوي الشخصي لم تكن هناك مضايقات او تضييق ولكن ما كان يؤلمنا هو محاولات تشويه اسم الوالد وإطلاق الأكاذيب علي الرغم ان اكثر واحد كان يعلم انها اكاذيب هو السادات نفسه، وهذه مسألة لم نستطع تجاوزها لدرجة ان والدتي رحمها الله رفضت حضور مراسم عقد قراني حين علمت ان السادات سوف يحضر وكنت قد وجهت له الدعوة للحضورأدبياً . حضر السادات وكان احد شهود العقد وكان ذلك سببا في رفضها الحضور. ثم ازدادت العلاقة توترا بعد زيارته التي قام بها للقدس وانقطعت العلاقات تماماً.
< لكن السيدة جيهان السادات كانت موجودة في عزاء الدكتور خالد. هل اقتصرت العلاقة علي الرسميات؟
<< نعم أعلم وبالفعل العلاقة مقتصرة علي المناسبات الرسمية.
مبادئه باقية رغم الافتراءات
< اليوم وبعد 41 سنة علي وفاة عبد الناصر ماالذي تبقي من سياساته؟
<< تبقت الإرادة التي اشعلت ثورة 25 يناير، والمبادئ التي أرساها من حرية، كرامة، وعدالة اجتماعية. وبعد حملة التشهير التي انطلقت للنيل من سمعته بعد وفاته جاءت ثورة 25 يناير لتعيد إحياء مبادئه. ويجب ان نتذكر ان جمال عبد الناصر هو اول حاكم يجعل 80٪ او 90٪ من الشعب المصري يشاركون في الحكم بعد ان كانوا مهمشين. هو الوحيد الذي كان مقتنعا بأهمية الحرية الاجتماعية ، وكل ما يقال عن عدم وجود حرية التعبير وتكميم الأفواه كذب وافتراء. ارجعوا لتوفيق الحكيم واقرأوا " بنك القلق" ، وما كتب في الصحافة المصرية وما كتبه يوسف ادريس، وما قدمته السينما المصرية بدءاً من ميرامار.
< وماذا عن المعتقلات وتقييد الحريات؟
<< لم يتعرض للاعتقال إلا من كان متورطا في مؤامرة واكثر ناس اعتقلوا كانوا الشيوعيين والإخوان. وفي مسألة الإخوان ضربوا نار علي رئيس الدولة. يعني محاولة قلب نظام الحكم . خذي انت طبنجة وروحي لرئيس اي دولة وحاولي تضربيه بالنار وشوفي ماذا سيحدث لك! ثم ان السادات حين مات كان معتقل مصر كلها من أقصي يسارها لأقصي يمينها لماذا لا يذكر احد ذلك؟
ثورة يناير وما بعدها
< علي ذكر ثورة يناير هل تري ان المجلس العسكري يدير الفترة الانتقالية بنفس الروح الثورية التي قامت بها؟
<< بلا شك قام المجلس العسكري والجيش بدوره الوطني في حماية الثورة وها نحن نري ما حدث في سوريا وفي ليبيا. أري ان المجلس العسكري بالفعل يقوم بإدارة البلاد في هذه الفترة الانتقالية. لكن لدي ملاحظة مهمة ودعيني اطرح سؤالا عن سبب قيام الثورة. ان الثورة تعني التغيير.. أيضا الثوار كان لهم 3 مطالب رئيسية : حرية، كرامة، وعدالة اجتماعية. فمن الواجب ان تبدأ هذه المطالب في التحقق. وهنا نحن امام أحد امرين: إما ان يحققها الجيش او ان تقصر الفترة الانتقالية بقدر الإمكان بحيث يأتي نظام جديد يبدأ في تحقيقها. ويجب ان يكون معلوما أن النظام الذي لن يحقق هذه المطالب ستقوم عليه ثورة مرة أخري.
يغلبه الحماس فتحتد نبرته ويعلو صوته وهو يقول: لقد قامت الثورة لأن شعب مصر اتسرق وارض مصر اتسرقت والقطاع العام اتسرق ويجب استرداد كل هذا. الشعب ثار لأن ثروات بلاده نهبت ويجب ان تعود الي مكانها الصحيح. المصانع يجب ان تعود ويجد الناس وظائف فيها. عليهم ان يجدوا الوسيلة لذلك إما بالمصادرة أو بالتأميم أو بأي وسيلة أخري المهم انها تعود للشعب.
< اقاطعه قائلة : علي العموم اول الغيث قطرة وأحكام سحب تراخيص المصانع التي تم الاستيلاء عليها تتوالي؟
<< تتصاعد حدة انفعاله رافضا كلامي فيقول: لا القضاء وحده لا يكفي، الأحكام تصدر ثم نغرق في مشاكل تنفيذها، المفروض ان تتشكل لجنة بدءا من الغد لتتصرف في هذه القضايا وتري كيفية رد ملكية هذه المصانع.
< لكن الأمور يجب ان تسير بالقانون؟
<< يستفزه تعليقي ويزداد انفعاله: أي قانون ؟ هذا القانون وضعه اللصوص ونحن في حالة ثورية وهناك شرعية ثورية. لقد ثار الشعب ليس فقط من اجل اسقاط النظام لكنه ثار ايضا من اجل ان يسترد بلاده وسوف تعود له.وستبقي الثورة مستمرة. ويتساءل في استنكار: لماذا تحدث هذه المليونيات؟ ثم يجيب لأن الشعب لم يقتنع بعد بتقدم الأمور. لو قام المجلس العسكري باسترداد الأراضي والثروات والمصانع التي نهبها لصوص بورتو طرة ووزعها علي الشباب لارتاحت الناس.
< ومارأيك في المحاكمات الدائرة الآن ألا يجب الانتظار حتي تنتهي ويحدد القضاء من هو اللص ومن الذي لم يخرق القانون؟
<< لا يعجبه سؤالي وبنفس الانفعال يقول: لا المحاكمات يجب ان تسير في شقين الشق المدني الدائر الآن لنعرف من سرق ومن نهب وللأسف انهم يحاكمون وفق قوانين هم الذين وضعوها تحلل السرقة والنهب، وفي نفس الوقت يجب تفعيل قانون الغدر لمحاكمة من أفسدوا الحياة السياسية. واحد مثل زكريا عزمي هل احاكمه فقط علي سرقة فيللا وما شابه؟ لقد أفسد الحياة السياسية في مصر، ومثله أحمد عز . هؤلاء الناس حولوا البلاد وبعد ان كان هناك لصوص ونشالين اصبحت الحكومة هي اللص . انا لا أفهم ما يجري، يعني صرح مثل الدخيلة يضم آلاف السلع ومرتبط به مصير آلاف الأسر والعمال كيف حتي هذه اللحظة لم تتوفر الجهة التي تضع يدها عليه وتديره لصالح الشعب؟ نحن في حالة ثورية وإذا لم ننقذ ثورة 25 يناير سوف يحدث لها ما حدث لثورة 1919 وقد تنقلب الي ثورة دموية كمل حدث في الثورة الفرنسية.
< ومحاكمة الرئيس .. كمنصب وقيمة ورمز؟
<< هو من تسبب في ذلك. هل تصرف كرئيس؟ ولكي يكون عبرة لأي رئيس يأتي من بعده. الرئيس القادم عليه ان يختار بين جنازة القرن التي حدثت لجمال عبد الناصر وخرجت الملايين في مصر والعالم العربي لتودعه بدموعها، وبين محاكمة القرن التي حدثت لحسني مبارك.
< بماذا تتنبأ لمصير الرئيس المخلوع ولمسار المحاكمات؟
<< أنا لا استطيع التنبؤ. ولكن يكفي المشهد الذي نراه وكل هؤلاء الناس وراء القضبان. وهذا راقد علي السرير والآخر جالس في القفص. هذا في رأيي حكم بالإعدام المعنوي أما الحكم القضائي فلا استطيع التنبؤ به.
لست سياسيا
< ماهو نشاطك السياسي الآن؟
<< انا لست سياسيا لكني اعيش في حالة سياسية اقدم الدعم لمن يطلب. وفي الواقع اقدم الدعم واقف خلف التيار الناصري لأنه التيار الوحيد في رأيي الذي يتمتع بتجربة سياسية ناجحة. التجربة الناصرية كانت مثالا للعدالة الاجتماعية، وقدمت مثالا للانحياز للفقراء وللشعب المصري بعماله وفلاحيه. وهي التجربة الوحيدة التي كان لها حلم وطني كبير في ان تصبح مصر دولة صاعدة ناهضة، دولة مستقلة ذات سيادة. فكل ما أستطيع تقديمه لإنجاز هذا الحلم لن أتأخر عنه.
< هل ستكتفي بالدعم عن بعد .. ألن تنضم لحزب او تنشئ حزبا؟ً
<< لا لن أفعل انا اعتبر نفسي عضوا في التيار الناصري سواء كان الحزب الناصري او كان حزب الكرامة أو الناصريين اللي ماشيين في الشارع انا واحد منهم.
< لكن هذا التيار منقسم علي نفسه؟
<< كلا التيار والحركة الناصرية ليست منقسمة علي نفسها ، الانقسام موجود بين الرؤوس فقط وهذا يسهل توفيقه.
< لمن توجه دعمك في الانتخابات الرئاسية؟
<< للمرة السبعين أعلنها انا مع حمدين صباحي واقوم معه بجولات انتخابية.
< لاحظت ان نشاطك في الوفود الشعبية انكمش فلم تذهب للسودان، ولم تكن موجودا في استقبال الرئيس الإثيوبي ميليس زيناوي. هل انطباعي صحيح وما تفسيرك؟
<< عدم لقائي بالرئيس الإثيوبي بالقاهرة صحيح فللأسف تزامنت زيارته مع وفاة شقيقي الدكتور خالد ومع ذلك فقد جاء السفير الإثيوبي وهو صديقي العزيز وقدم لنا العزاء. أما بخصوص عدم توجهي للسودان فإن هناك خلطاً في أذهان الناس بين الوفد الشعبي الذي يضم كافة القوي الوطنية والاتجاهات السياسية وله أهداف قومية مثلما حدث في جولات اوغندا واثيوبيا وقد شاركت فيه بكل حماس وترحاب وحين ابلغني به صديقي العزيز چورچ اسحق لم أتأخر وقطعت اجازتي للانضمام اليهم، وهناك الوفد الحزبي الذي ينتمي لحزب الوفد والذي توجه الي السودان. النشاط الذي تم في السودان كان نشاطا حزبيا خاصا، وبمبادرة من حزب الوفد، وكان متجها للسودان وارتريا وحين ابلغني به الدكتور سيد البدوي قلت له ان التوجه لأرتريا الآن غير ملائم بينما نقوم بجهود لتحسين الأجواء مع اثيوبيا وكنا قد تحدثنا معهم في كل الهواجس بصراحة وخاصة عن موضوع سد الألفية .
< وهل ناقشتم معهم مسألة علاقاتهم بإسرائيل؟ وبماذا اجابوا؟
<< طبعا طرحنا الموضوع وكانت اجابتهم عبارة عن سؤال: من الذي له علاقات مع اسرائيل نحن ام مصر ونظام مبارك؟ ومن الأقرب لإسرائيل أنا ام عمر سليمان؟
اسرائيل.. قطيعة!
< والآن بعد الثورة ونحن في موسم الربيع العربي كيف تري مستقبل العلاقة مع اسرائيل؟
<< طبعا اسرائيل في مأزق فإما ان تراجع سياستها وتعترف بحقوق الفلسطينيين المشروعة وبأنه لايمكن ان تبقي دولة قائمة علي الظلم والبغي والعدوان، وإلا فسوف تحدث مواجهات عنيفة. طبعا أنا لا أقول بوجوب مواجهات حربية ولكن من غير المعقول ان تكون البدائل المتاحة أمامنا هي إما التبعية لأمريكا واسرائيل وإما المواجهة العسكرية، من المؤكد انه ستحدث قطيعة. ليس هناك عاقل يدعو للمواجهة العسكرية مع اسرائيل الآن ، ونحن لا ندعو لمحاربة اسرائيل أوإلقائها في البحرنحن دولة حرة لنا حقوق ولنا حدود ، ومن ضمن حقوقنا مثلا ان ندعم المقاومة وحركات التحرر. وعلي الصعيد الداخلي أمامنا حرب داخلية حرب من أجل البناء والنهوض بالاقتصاد والتعليم والصحة، أما إذا اضطررنا للمواجهة العسكرية فسيكون ذلك قدرنا.
< هل تتوقع ان يخوض حكام مصر والعرب القادمون حروبا ضد اسرائيل في ظل موازين القوي القائمة والتخبط في التعامل معها وحيرة ما بين سحب السفير من عدمه؟
<< لا اري أي موازين قوي تفرض علي المصريين ان يكونوا تابعين. وعلي الحاكم القادم في مصر ان يساير الإرادة الشعبية ويجب ان يعلم ان الشعب المصري لن يقبل بعد الآن ان يحكم علي عكس ارادته مثلما حدث طيلة العقود الأربعة الماضية منذ ما بعد حرب 1973 وحتي 25 يناير.ولقد ثبت بالدليل القاطع ان الشعب المصري رافض للتطبيع، لقد حاولوا فرض التطبيع علي الشعب طوال 35 سنة لكنهم لم ينجحوا. وغير معقول ان يكون الخيار إما مصالحة اسرائيل والتطبيع معها او المواجهة العسكرية. كما ان سحب السفير ليست بدعة | |
|
