بعد 20 شهر من التظاهرات والاعتصامات والإضرابات العامة والاشتباكات الدموية بين المتظاهرين وقوات الأمن، التى استنزفت ميدان التحرير، حتى قضت على الأخضر واليابس فيه، على الرغم من المكاسب السياسية والثورية التى حققتها تلك هذه التظاهرات، بالإضافة إلى انتشار للباعة الجائلين وأعمال البلطجة التى شوهت المظهر الجمالى والحضارى، عادت للمرة الأولى يد البناء إلى رمز الثورة الأول، بانطلاق مشروع "تطوير ميدان التحرير".
"اليوم السابع" رصدت الساعات الأخيرة من ليلة العمل الأولى لبداية تنفيذ وعود الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، بوضع ميدان التحرير فى مكانه الحقيقى كرمز للثورة المصرية والحرية فى العالم أجمع، حيث بدأت معالم التخطيط والتجميل تظهر على الطرقات والحدائق والأرصفة داخل الميدان، والتى قام بها جنود الإدارة العامة للمرور، وعمال إحدى الشركات الخاصة.
ومن جانبه قال ربيع إبراهيم أحد العمال العاملين بالشركة المكلفة بتجميل الميدان، إن الشركة دفعت بـ 25 عاملا لتنفيذ مشروع تطوير ميدان التحرير، لافتاً إلى أن الساحة وسط الميدان "الصينية"، سيشمل تصميمها أماكن استراحات للمواطنين وعدد من الأشجار المختلفة وجميلة المظهر، كما سيتوسطها نافورة مميزة.
وأشار إبراهيم، إلى أن باقى الأماكن التى جردت منها الأشجار خلال فترات الاعتصام، سيعود تشجيرها مرة أخرى، كما سيتم إعادة تركيب البلاط بالممرات التى تم تحطيمها خلال الأحداث المتتالية التى شهدها الميدان، مضيفاً أن العمل سيستمر لمدة شهرين تقريباً.
وفى السياق ذاته، قال أحد رجال المباحث المسئولين عن متابعة الميدان وتأمينه، أن أعمال تخطيط الطرقات التى يتولى مسئوليتها جنود الإدارة العامة للمرور، ستستمر لمدة حوالى أسبوع، وستكون نتيجتها مفاجئة للمواطنين، بعد الاهتمام الذى لاقاه الميدان، وسط غياب أى مظاهر جمالية به خلال الأشهر الماضية.
فيما يستمر تواجد قوات الأمن المركزى داخل الميدان لتأمين العمال، ومنع عودة البلطجية والباعة الجائلين إليه مرة أخرى، حيث تواجدت 6 سيارات أمن مركزى، ومصفحتان.
وكان قد أكد الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، أنه شكل مجموعة عمل من عدة وزارات لتنفيذ مشروع تطوير ميدان التحرير، بعد عملية إخلائه من الباعة الجائلين والإشغالات الغير قانونية، وذلك استعداداً للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة".
كما أشار رئيس مجلس الوزراء، إلى أنه سيقام نصب تذكارى وجداريه داخل الميدان، لتخليد شهداء الثورة الذين ضحوا بأرواحهم من أجلنا، بالإضافة إلى تخصيص مكان حتى يتمكن المواطنون من التجمع وتبادل الحوارات والنقاش فى الأمور العامة، وتخصيص مكان آخر لإبراز الفنون والأغانى واللوحات الفنية التى رسمت خلال 18 يوما مدة الثورة، قبل رحيل نظام مبارك البائد، حسب تعبيره.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]__CF.AJS.init1();
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]