القفز من الفضاء.. رياضة الموت الجديدة
عدد القراء: 250
24/04/2008 بعد سنوات عدة، سيكون بمستطاع من تستهويه المغامرة، القيام بتجربة القفز من الفضاء في اطار رياضة جديدة تدعى «رياضة التحليق في الفضاء»، او في اطار طواقم الانقاذ التي تستدعي التدريبات الحية على هذه الرياضة.
وسيتم استخدام بدلات خاصة تعمل على صناعتها حاليا الشركة الاميركية Orbital Outfitlers التي يملكها جوناثان كلارك وديك توملينسون.
ويقول توملينسون «اريد ان افتح ابواب الفضاء امام الجنس البشري» ولكي يتحقق هدفه هذا من خلال الدعاية اولا، فقد تحدث عن رياضة القفز من الفضاء باعتبارها «اكثر الرياضات تطرفا في تاريخ البشرية».
ويرغب توملينسون ان تكون هذه الرياضة الجديدة وسيلة جذابة لكسب المزيد من الشهرة والمال.
اما جوناثان كلارك، فلديه رغبة في توفير متطلبات الامن الشخصي لممارسي هذه اللعبة، انطلاقا من تجربته الخاصة، حيث قتلت زوجته لورا عام 2003، في داخل المركبة الفضائية، «كولومبيا»، وكلارك قبل حدوث فاجعة زوجية، عمل طبيباً فضائياً في مؤسسة NASA، لذلك فإنه يعرف طبيعة الظروف الصعبة والاستثنائية على جسم الانسان اكثر من غيره.
وكلاهما لديه، اضافة الى ذلك، رغبات مختلفة، لكنهما يلتقيان في رؤية واحدة في ما يتعلق بهذه الرياضة المرعبة، فالشركات المختلفة اخذت تتافس اخيرا في اجتذاب الناس لنقلهم الى الفضاء، مقابل مبالغ مالية كبيرة، لكن المشكلة تكمن الآن في كيفية اعادتهم الى الارض، لذلك فإن هذا النوع من الرياضة سيكون جزءا من عملية سياحية في المقام الاول، اضافة الى كونها محاولة رياضية ايضا.
أين يمكن تجربة ذلك؟
من المؤمل ان تنتهي التجارب الاولى عام 2009، حيث سيتم فحص كل المستلزمات المرتبطة بهذا النوع من الرياضة، بما في ذلك التأكد من فعالية بذلة الانقاذ التي سيلبسها المتسابق، ثم تبدأ الجولات الاولى في ممارسة هذا النوع من الرياضة عام 2011.
ويحاول كلا الخبيرين تقديم المشورة لمن يرغب في تجربة سياحة الفضاء، حيث يسعيان الى توفير مختلف انواع الخدمات الاكثر جاذبية في سوق المنافسة.
وقبل ان تقوم شركة Orbital Outfitters ببيع بذلات التحليق والانقاذ، ينبغي ان يجربها شخص ما، لكنهما يفضلان بداية ان يكون هذا الشخص من رواد الفضاء السابقين بسبب خطورة المغامرة، لذلك فإن الشركة تحتاج قبل كل شيء ان تجهز كل المستلزمات المتعلقة بهذا النوع من الرياضة، بما في ذلك بناء سفينة فضاء خاصة بها، ستحمل في اول تجربتها أرنباً، وتقوم بقذفه من الفضاء الى الارض من مسافة تبلغ نحو 36 او 96 كيلومترا؟ لا فرق في ذلك.
فالمسافة المحددة بـ 36 كيلومترا، هي المسافة التي تطير فيها بالونات الانواء الجوية، وستتم تجربتها عام 2009، اما تجربة القفز الحقيقي من مسافة 96 كيلومترا، فستتم عام 2011، والفرق بين القفز من مسافة 36 كيلومترا و96 كيلومترا ليس كبيرا في الجوهر، اذا ما نجحت التجربة.
ويقول توماس سفيتك الذي يساهم في انجاز البذلة الخاصة لرياضة القفز من الفضاء «اذا وفقنا بالقفز من مسافة 36 كيلومترا، فإننا بذلك نحصل على 90 في المائة من حجم النجاح المطلوب، اما العشرة في المائة المتبقية، فهي التي ستقرر حياة المتسابق أو موته».
وحسب رأيه، فإن الدور الضروري في نجاح او فشل المتسابق سيلعبه على سبيل المثال سيطرة رائد الفضاء على اتجاه طيرانه عبر الفضاء، منذ بداية قفزه من المركبة وحتى وصوله الى الارض.
فهناك ثلاثة عوامل تؤثر على مصير اللاعب، وهي كمية الاكسجين التي يحتاجها للتنسيق اثناء تحليقه في الجو، ثم الحفاظ على عدة الحماية الشخصية، واخيرا تمتعه باللياقة والصحة الجسمانية الكاملة. ومن خلال هذه العوامل الثلاثة، يمكن ان يتعرض الجسم الى حالات مفاجئة اذا لم تكن تلك العوامل متوافرة، فقد يصاب المتسابق بانفجار الاوعية الدموية نتيجة الضغط، الجوي، او ان ترتفع حرارة جسمه او يتعرض الى الاختناق، وما الى ذلك من عوارض اخرى.
تجربة سابقة مشجعة
ومن باب التأكيد على امكان ممارسة هذه الرياضة، تستشهد الشركة بما حدث لرائدة الفضاء بيلا ويفكرا، التي قفزت من الفضاء عام 1966 بعد ان تعرضت مركبتها الى حادث مفاجئ.
كانت المسافة التي قفزت منها بيلا حوالي 23 كيلومترا، وفي اثناء انطلاقة مركبتها بلغت سرعتها ثلاث مرات اسرع من الصوت، اما نتائج القفز على بيلا، فلم تكن اكثر من بعض الصدمات التي ظهرت على جسمها بفعل ما يدعى بـ «الامواج الهوائية الصادمة»، اضافة الى غيابها عن الوعي لفترة قصيرة، لكنها فيما بعد قد تشافت ولم تكن تعاني من اي اعراض او اعاقات جانبية.
ان هذا النوع من الرياضة يحمل معه مخاطر جسيمة، لكن الحديث عن هذه المخاطر موضوع سابق لأوانه، بيد ان بعض المتابعين لشؤون الرياضة يشككون في امكان نجاحه او تحوله الى رياضة عادية، بسبب كونه من النوع المتطرف الذي يؤدي الى الموت إذا حدث اي خطأ طفيف.