فى الحى الذى اقطنه, تختلف الانماط البشرية كاختلاف الالوان
ساروى لكم حكاية تعتبر عادية
حكاية جارى عم خليل
عم خليل رجل عادى ولكنه شديد الجبن , يخاف من كل شئ , يخاف من النور فى وضح النهار
يخشى ان يتحدث , كى لا يسمع صدى صوته
بالاختصار انسان يخاف من خياله كما يقولون
وشعاره فى الحياة هو من خاف سلم
انا اخاف اذن انا ساعيش, بالطبع هذا شعار سلبى للغاية, وجر على عم خليل الكثير من المشاكل
كان سكان الحى يتندرون فيما بينهم بعم خليل وجبنه الشديد وكانوا يطلقون عليه الارنب
وفى جلسة صيفية , على احدى مقاهى الحى , سخروا من خوف عم خليل وقالوا له انك جبان , شديد الجبن تخاف من كل شئ
ولكن عم خليل , الذى كان دوما ينفى عن نفسه تلك الصفة, قال للكل انا لا اخاف شئ
بل انى فقط اتحرى السلامة والحذر
قال له صديقه مادمت لا تخشى شئ , ارنا مدى شجاعتك
فكروا قليلا وتوصلوا الى شئ يتحدى به عم خليل خوفه
قالوا له فلتمشى فى الزقاق المظلم , الذى طالما تحاشيت السير فيه ليلا
قال عم خليل بصوت تملأه الرعشة
ساسير فى الزقاق , فانا لا اخاف شيئا
وبالفعل سار عم خليل فى الزقاق , واكتشف ان خوفه كان بلا سبب
وان الظلام لا يحتوى على عفاريت او اشباح
ولكن الخوف هو الذى يصور له وجود الاشباح والعفاريت
ومنذ ذلك اليوم , القى عم خليل بخوفه فى اعماق البحر
واصبح اشجع الشجعان
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الخوف من المجهول , يجعل المجهول كالغول