أمريكا وعناصر قوتها أم هلاكها؟
ترى ماذا لو أن ( ويليام ماكينلي) الرئيس الخامس والعشرين لأمريكا، يرى وينظر الآن لحال أمريكا وما وصلت إليه على يدي خلفه الرئيس الأمريكي الحالي بوش الابن؟!
ففي الوقت الذي عاش فيه ( ماكينلي) كان نجم أمريكا في تصاعد ( بدايات القرن الماضي)، ومن الطبيعي -من وجهة نظر ماكينلي -أن يكون ما وصلت إليه أمريكا من قوة عالمية ونفوذ وشبه تفرّد على الساحة الدولية هو النتيجة الطبيعية لما كان يصبو إليه هو والشعب الأمريكي.
هذه الصورة الأولية العامة والسطحية للحالة الأمريكية
غير أنه أن نظر وتمعن صُعق مما آل إليه حال أمريكا مع كل ما يظهر على السطح من قوة ونفوذ
فالفارق بين الاثنين، أن ويليام ماكينلي حصّل قوة لأمريكا نتجت من انهزام أطراف الحرب العالمية الثانية واستغلها ليرفع نجم أمريكا عاليا. ولم يعتمد في حينه على أسلحة العسكر ولا المال ولا السياسة ليضلل شعبه ويجعله يعيش لفترة من الزمن في وهم القوة الزائفة التي جعلهم بوش الابن يعيشون فيها عندما ضلّل شعبه بمثلث القوة الذي استخدمه ليمرغ أنف أمريكا في وحل عنجهيتها وتمردها على حلفائها، وتخليها عن عملائها ،وإرسال عساكرها إلى شتى بقاع الأرض لتمارس عمل الشرطي واضعة العالم كله أمامها موضع المجرم الذي يلزم تأديبه بالقوة
هذا في خارج حدود أمريكا،
وفي داخلها باستخدامه للمال الأمريكي لتحقيق مصالح من انتخبوه وأوصلوه إلى سدّة الحكم بفارق أصوات معدودة وليس بالعملية الانتخابية التي يدعون نزاهتها وخلوها من الرشى والتهديد والوعيد!
فأوصله من أوصله إلى سدة الحكم مشتركا معهم بأهداف عقدية ومصالح مادية ورؤى سياسية
ثلاثة عوامل، مثلث قوة اعتمد عليها بوش وإدارته لحكم أمريكا والعالم إن استطاعوا !
ينظر ( ماكينلي) من بعيد ليرى تحطّم الحلم الأمريكي على يد من ظنّ انه امتلك له ولأمريكا كل مفاتيح القوة التي لا تُقهر
وهي في حقيقتها ستكون عوامل الدمار والانهيار الأمريكي
عامل السياسة:
فإن بوش وإدارته غرّتهم قوتهم ولم يتعلموا دروس فيتنام وبيل هاربر
فأدت بهم قوتهم العسكرية تلك إلى ممارسة سياسات تأباها الدول الأولى في العالم ( تعارفا بين الدول) منها:
-إهانة أوروبا – الحليف اللدود لأمريكا في العالم- فوصفتها بالعجوز تارة، وبربة البيت التي لا مشاركة معها في غنائم الحرب على مناطق ودول العالم إلا بالفتات – بصراحة وقحة لم يشهد العالم لها مثيلا من حليف مع حليفه.