واشنطن: قدم دنيس بلير مدير المخابرات القومية الاميركية استقالته يوم الخميس بعد خلافات مع الادارة الاميركية. وقد علم ان الرئيس اوباما وافق على استقالة بلير رغم انه كان يتمنى ان يخدم فترة ولايته الكاملة اذ انه قد تم تغيير مدير الاستخبارات ثلاث مرات خلال خمس سنوات.
وقال بلير الذي ينسق عمل 16 وكالة حكومية، في بيان الى مرؤوسيه "بكل اسف ابلغت الرئيس اليوم اني سأستقيل من منصبي كمدير للاستخبارات اعتبارا من الجمعة 28 ايار/مايو". وهي اول استقالة في صفوف كبار مسؤولي ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وتأتي استقالة بلير بعد فشل الاستخبارات في ما يتعلق بمحاولة فاشلة في عيد الميلاد لتفجير طائرة ركاب اميركية وبعد أن أثيرت تساؤلات بشأن محاولة فاشلة لتفجير سيارة ملغومة في ميدان تايمز سكوير في الاول من الجاري.
من ناحيتها، اوضحت محطة "اي بي سي" ان هذه الاستقالة جاءت بعد ان فقد مدير الاستخبارات ثقة البيت الابيض به. وقالت مصادر عدة للمحطة التلفزيونية إن فترة وجود بلير في منصبه كمدير للاستخبارات الوطنية تميزت بـ "عدم الاستقرار".
وقد اتسمت فترة بلير، والذي تم تعيينه في منصبه في شهر يناير/كانون الثاني من العام الماضي، بسلسلة من المعارك مع ليون بانيتا، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).
ومن المحطات الفارقة في إدارة بلير للاستخبارات الأميركية التصريحات العلنية المثيرة للجدل والتي أدلى بها في أعقاب المحاولة الفاشلة للنيجيري عمر فاروق لتفجير طائرة ركاب أميركية كانت متجهة من العاصمة الهولندية أمستردام إلى مدينة ديترويت الأميركية عشية عيد الميلاد الماضي.
ففي جلسة الاستماع التي عقدها الكونغرس حول تلك القضية، خاطب بلير أعضاء المجلس قائلا إن فرق التحقيق الخاصة لديه لم تكن جاهزة أثناء وقوع الحادثة، وذلك على الرغم من صدور قرار بتشكيل تلك الفرق قبل أشهر من ذلك التاريخ.
يُشار إلى أن منصب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية كان قد استُحدث كردٍّ على هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من عام 2001، وذلك في محاولة لتوحيد وتعزيز الوكالات الأمنية والاستخباراتية الأميركية المتعددة، وإرغامها على تبادل المعلومات فيما بينها.
تعهُّد وانتقاداتيُذكر أن بلير كان قد تعهَّد في السادس من شهر يناير/كانون الثاني المنصرم بإجراء تعديلات لدى أجهزته في أعقاب الانتقادات القاسية التي كان أوباما قد وجهها إليها بسبب فشلها في اكتشاف محاولة تفجير طائرة ديترويت.
وقال بلير في بيان أصدره في حينها "إن أجهزة الاستخبارات الأميركية بحاجة لتعزيز جهودها لكي تتوقع وتحبط النوعية الجديدة من الهجمات".
وكان أوباما قد أقر بإخفاق الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأميركية في الحيلولة دون اكتشاف المؤامرة التي كانت تستهدف تفجير الطائرة.
وقال أوباما إن تلك الأجهزة كان لديها المعلومات الاستخباراتية الكافية بشأن وجود مؤامرة لتفجير الطائرة، لكنها فشلت في تبادل تلك المعلومات فيما بينها.