لقد كان للجيش المصرى صفحات فخار لما وصل إليه من مستوى راق وعال من التدريب والكفاءة مما جعله ينقل معاركه خارج حدوده ليس طمعا فى ارض ولا حبا فى إراقة الدماء فقد حباه الله بأرض توافرت بها كافة مظاهر الحياة والرفاهية فالله حبا مصر بنيلها العظيم وتربتها الخصبة وجبالها المليئة بالمعادن مما جعل مصر من الدول المتحضرة فى زمن كان الجهل يخيم على دول أوربا فكانت حروب الجيش المصرى لتامين مصر ضد البرابرة الغزاة ولحماية حضارتها .
عندما تولى (محمد على) حكم مصر بدأ التفكير فى إعادة بناء جيش قوى لتحقيق أماله وأحلامه
فأمر بتدريب فرقة من جنود ابنه إسماعيل على النظم الحديثة واختار لتدريبهم نخبة من الضباط كانت فترة ولاية ( محمد على) هي فترة إنشاء جيش مصري وطني مدرب بأحدث تدريب ومسلحاً بأحدث الأسلحة
>>>>معارك الجيش المصر فى اليونان ....!!!
قامت ثورة سكان شبه جزيرة( الموره) اليونانية عام 1820 م ضد الحاكم التركي مطالبين بالاستقلال عن تركيا المحتلة لهم مما أدى لانتشار الثورة بين السكان اليونانيين فى كم من جزيرتي قبرص وكريت وقد أرسل السلطان التركي محمود الثاني ثلاث جيوش تركية وثلاثة أساطيل بحرية منيت جميعها بالهزيمة الساحقة
لذلك طلب سلطان تركيا المساعدة بان ادخل جزيرة كريت تحت حكم محمد على مطالباً إياه إعادة الأمن والاستقرار لها وأجابه محمد على إلى طلبه فأرسل الحملة البحرية الأولى فى 11/7/1821 م وأعقبها بالثانية فى 8/3/1822 م وفى 29/5/1822 م نزلت اول قوات مصرية على جزيرة كريت وقد خاضت بها عدة معارك متتالية انتهت بالقضاء على الثورة فى عام 1824 م واستقرار الأمن بالجزيرة تحت الحكم المصرى .
ونتيجة لهذا النجاح طلب سلطان تركيا فى 16/1/11824 م من محمد على إرسال جيش مصري لإخماد الثورة فى اليونان على وعد ان تدخل تحت الحكم المصرى فى حالة نجاحه
وفى 19/7/1824 م غادرت الإسكندرية الحملة المصرية إلى اليونان بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد على وقد افتتح الأسطول المصر انتصاره الأول فى معركة (استمباليا) البحرية فى 29/4/1825 م وتمكن بعدها الأطول المصري من السيطرة على كل السواحل البحرية اليونانية أما القوات البحرية فحققت أعظم الانتصارات باحتلال (ميسولونجى )معقل الثورة الرئيسي وضرب فيها الجيش المصري أروع أنواع البطولة والفداء وبسقوطها تم القضاء على الثورة فى اليونان
>>>>الجيش المصري يحارب فى روسيا ....!!!
فى 3/7/1853 م أعلنت روسيا الحرب ضد تركيا وشجعت سكان الأقاليم فى كل من بلغاريا ورومانيا على الثورة ضد الحكم التركي ونيل استقلالهم عن تركيا . ولم يستطع الجيش التركي أن يقاوم كل من الجيش الروسى والثورة فى بلغاريا ورومانيا فطلب السلطان عبد المجيد من الخديوي عباس الأول حاكم مصر المساعدة العسكرية كما طلب من بريطانيا وفرنسا اللتان وافقتا على ذلك فى محاولة لمنع تعاظم قوة روسيا وحفظاً للتوازن الدولي من القوى الأوربية وقد وحدت قيادة كل من الجيوش التركية والمصرية والبريطانية والفرنسية فى قيادة مشتركة ضد روسيا . وقد كانت الحملة المصرية تحت قيادة الفريق سليم فتحي باشا وقامت الحملة باحتلال منطقة( ابباتوريا) بشبة جزيرة القرم بروسيا وأتمت القوات تنفيذ مهامها وتحصين دفاعتها بكفاءة تامة وفى 11/2/1855 م قام الجيش الروسي بهجوم شامل على المواقع المصرية التى صدته بنجاح ثم أعيد الهجوم مرة ثانية فى 17 من نفس الشهر حيث لقي الجيش الروسى هزيمة نكراء واضطر على أثرة للتراجع أمام الهجوم المضاد المصري الذي كبده خسائر فادحة فى الأفراد . وقد استشهد فى هذه المعركة قائد الحملة سليم باشا فتحي وفى 29/9/1855 م تقرر قيام كل من القوات التركية والمصرية والبريطانية والفرنسية بمطاردة عامة لفلول الجيش الروسي المنهزم . وكنت خسائر الجانبين سبباً فى طلب الهدنة حيث تم عقد الصلح بين روسيا فى 1856 م وعادت قوات الحملة إلى مصر فى نفس العام .
>>>> الجيش المصري فى المكسيك ....!!!
فى عام 1840 م قامت اضطرابات فى إحدى ولايات المكسيك وهى ولاية تكساس بغرض الانضمام إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي شجعت تلك الحركة ضد حكومة المكسيك ثم ما لبث أن أعلنت تكساس نفسها جمهورية مستقلة فى أواخر عام 1845 م ووافقت الولايات المتحدة على انضمامها إليها مما أدى إلى نشوب الحرب بينها وبين المكسيك عام 1848 م انتهت بانتصار الولايات المتحدة الأمريكية وإجبار المكسيك ليس فقط التنازل عن ولاية تكساس بل أيضا عن ولاية كاليفورنيا ثم ما لبث أن نشبت الخلافات فى داخل الولايات المتحدة نفسها بين ولايات الشمال والجنوب فوجد نابيلون فرصته لتحقيق أطماعه فى العالم الجديد
فانحاز إلى المكسيك فى عدائها ضد الولايات المتحدة كما عمل بطريق غير مباشر على تأييد الولايات الجنوبية ضد الشمالية كما سارع بارسال قوات عسكرية فرنسية إلى المكسيك وقد تعرض الجنود الفرنسيين فى المكسيك للموت والهلاك لتفشى الحمى الصفراء فرات فرنسا الاستعانة بجنود إفريقيين وقد طلب نابليون من الخديوي سعيد والى مصر إمداده بكتيبة مصرية لمساعدة القوات الفرنسية فى المكسيك وقد شاركت هذه الكتيبة فى الأعمال العسكرية الناجحة مع القوات الفرنسية ضد قوات الثورة فى المكسيك وفى أثناء ذلك توفى سعيد باشا وتولى حكم مصر إسماعيل باشا فى 8/1/1863 م والذي تعهد بعدم التدخل العسكري فى الشئون الداخلية فى المكسيك وقامت فرنسا بسحب جنودها من المكسيك ومن ضمنها القوات المصرية وقد قام نابليون بشكر الجيش المصري على شجاعته وبسالته التى أبداها أثناء تواجده في المكسيك . وتلك كنت نظرة عابرة عن تاريخ الجيش المصري الحديث فكانت صفحات فخار سجلها التاريخ وصدق الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم ) حين قال أن جند مصر من خير أجناد الله في الأرض .